بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراسة تكشف: بقايا ديناصور تفتح آفاقًا جديدة لعلاج السرطان

الديناصورات وعلاقتها
الديناصورات وعلاقتها بالسرطان

علاج السرطان .. في كشف علمي استثنائي، أظهرت دراسة حديثة امتدت لأكثر من عشر سنوات أن بقايا ديناصور قد تحتوي على معلومات حيوية لفهم السرطان لدى البشر وتطوير علاجاته المستقبلية. 

وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أنجليا روسكين وجامعة إمبريال كوليدج لندن، عن وجود تراكيب داخل الأحافير تشبه خلايا الدم الحمراء، وهو ما قد يساعد في فهم البنية الجزيئية للأورام.

بداية الفرضية من جمجمة مصابة بورم

بدأت القصة في عام 2016 عندما أثار مقال علمي عن اكتشاف ورم في فك أحد الديناصورات فضول البروفيسور جاستن ستيبينج، أخصائي الأورام بجامعة أراجون. الورم كان ضمن بقايا ديناصور من نوع Telmatosaurus transsylvanicus، وهو نوع نباتي عاش قبل نحو 70 مليون سنة في منطقة حوض هاتيج برومانيا. ما أثار اهتمام الفريق العلمي هو أن الورم المكتشف يشبه ورمًا حميدًا معروفًا لدى البشر، ما دفعهم لتكوين فريق بحثي متعدد التخصصات لدراسة العينة عن كثب.

تحليل ميكروسكوبي يكشف مفاجآت خلوية

بفضل مجهر إلكتروني عالي الدقة، تمكن الباحثون من تصوير عينة الحفرية وتحليل محتواها الداخلي بدقة فائقة. ووفقًا للدكتورة بيانكاستيلا سيريسر، أخصائية السرطان في إمبريال كوليدج، فقد أظهرت الصور تراكيب منخفضة الكثافة مشابهة لكريات الدم الحمراء، محفوظة بطريقة غير متوقعة في العظام المتحجرة. هذه النتائج فتحت آفاقًا غير مسبوقة لدراسة الأنسجة الرخوة وأمراضها في عصور ما قبل التاريخ.

أوضح البروفيسور ستيبينج أن الأفلام مثل "الحديقة الجوراسية" أخطأت في تصوير إمكانية استعادة الحمض النووي من الديناصورات. 

وقال إن الحمض النووي يتدهور بمرور الوقت، إلا أن بعض البروتينات في الأنسجة الرخوة يمكن أن تبقى محفوظة، مما يتيح دراستها وتحليلها. وهذا يمكن أن يكشف الكثير عن تطور السرطان ودور العوامل البيئية القديمة في نشأته.

أمل جديد من ماضٍ سحيق

يرى الباحثون أن دراسة السرطان في مراحله القديمة، الممتدة لعشرات الملايين من السنين، يمكن أن تسهم في بناء "أحجية" الفهم الجزيئي لهذا المرض المعقد. 

وبفهم أفضل للسرطان عبر الزمن، تزداد فرص تطوير علاجات أكثر فاعلية، إذ كما قال ستيبينج: "كل شيء مترابط... وما نحاول فعله هو فك شيفرة الأجزاء الغامضة من هذه الأحجية الكبرى".