بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل هو ملاك ؟.. "ناسا" ترصد طائر بجوار الشمس حجمه 10 أضعاف الأرض

رصد ما قيل أنه الطائر
رصد ما قيل أنه الطائر

موجة من التساؤلات تجتاح الفلكيين وناشطي التواصل الاجتماعي بعد انتشار صور لجسم غامض يشبه الطائر فوق الشمس بحجم "جناح" يصل إلى 150 ألف كيلومتر، بينما تتضارب التفسيرات بين ظاهرة فلكية نادرة وتشويش بصري لا أكثر.

انتشرت مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور مثيرة للدهشة لجسم غامض يشبه الطائر يحلق فوق الشمس، زاعمين أن علماء روس رصدوا هذا الجسم العملاق الذي يقدر حجم "جناحه" بنحو 150 ألف كيلومتر، وعلى ارتفاع يبلغ مليوني كيلومتر من سطح الشمس. 

وقد أضافت المزاعم المتداولة أن حجم هذا "الطائر" يعادل عشرة أضعاف قطر كوكب الأرض، ما أثار حالة من الترقب والتساؤل حول حقيقة هذا الاكتشاف المثير.

تحدي للمقاييس الفلكية

وفيما يخص أصل هذه المزاعم، فقد نشر مختبر علم الفلك الشمسي التابع لمعهد أبحاث الفضاء التابع للأكاديمية الروسية للعلوم على موقعه الإلكتروني صورة للجسم المذكور، واصفًا إياه بـ "الطائر" أو "الجسم الطائر" الذي يتبعه "ذيل ملتهب". وأكد المختبر أن طول جناح الجسم يبلغ حوالي 150 ألف كيلومتر، وارتفاعه فوق سطح الشمس حوالي مليوني كيلومتر.

ولتقديم تفسير علمي، طرح البروفيسور يفغيني أنبيلوغوف، عالم الفيزياء النووية، أن هذه الظاهرة قد تمثل "قذفا كتليا إكليليا" (CME) أو بروزًا، وهي مادة شمسية باردة نسبيًا تقذف إلى الغلاف المغناطيسي للشمس. 

وأشار أنبيلوغوف إلى أن هذا الجسم يتجاوز المقاييس التي تم رصدها سابقًا، حيث لم تُرصد نتوءات على مسافة تتجاوز 1.7 مليون كيلومتر من الشمس من قبل. وبحسب أنبيلوغوف، فإن هذا الجسم المحدد في الصورة سيستمر في التبريد والتحرك نحو الحواف الخارجية للنظام الشمسي، مشيرًا إلى أن هذا الانبعاث لحسن الحظ لم يكن موجهًا نحو الأرض.

تشويش بصري رصدته ناسا

في المقابل، قدمت الجمعية الفلكية بجدة توضيحًا علميًا يقلل من صحة هذه الادعاءات، مرجحة أن الصورة المتداولة التُقطت بواسطة تلسكوبات شمسية تابعة لوكالة ناسا، مثل مرصد سوهو أو المرصد الديناميكي الشمسي. وأكدت الجمعية أن ما ظهر في الصورة ليس جسمًا ماديًا، بل على الأغلب ناتج عن تشويش بصري بفعل الجسيمات المشحونة، أو انعكاسات داخل العدسات، أو حتى أخطاء رقمية خلال معالجة الصور.

وشددت الجمعية الفلكية على أن ادعاء امتداد أجنحة الجسم لمسافة 150 ألف كيلومتر يفتقر للدقة العلمية، موضحة أن هذا الطول يعادل أكثر من عشر قطر الشمس البالغ نحو 1.4 مليون كيلومتر. 

ولو وُجد جسم بهذا الحجم بالقرب من الشمس، لأحدث تأثيرات جاذبية ضخمة كان من المفترض أن تُرصد بشكل واضح، وهو ما لم يحدث. 

وأضافت أن المنطقة المشار إليها تقع داخل الهالة الشمسية، وهي بيئة نشطة للغاية تخرج منها انبعاثات وألسنة لهب قد تتخذ أشكالًا بصرية غريبة، لكنها مفهومة ضمن نطاق فيزياء الشمس.

دعوات للتحقق والدقة العلمية

أكدت الجمعية الفلكية بجدة أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي أو فلكي على رصد جسم بهذا الحجم في محيط الشمس، ولم تصدر أي جهات علمية موثوقة، سواء من روسيا أو من وكالات الفضاء الدولية، بيانات تؤكد الواقعة. 

ويشير الادعاء إلى أنه يعتمد على مصادر غير علمية أو ينتمي إلى فئة الأخبار المثيرة وغير الموثوقة، ودعت الجمعية إلى ضرورة التحقق من صحة المعلومات العلمية قبل تداولها، والاعتماد على الوكالات المتخصصة والهيئات الموثوقة في علوم الفضاء لضمان دقة المعلومة ومصداقيتها.

 

بين الرؤية الروحية والظواهر الكونية

وفي خضم الجدل العلمي الدائر حول الجسم الغامض الذي ظهر فوق الشمس، والذي وصفه البعض بـ "الطائر العملاق" ذي الأبعاد الفلكية، تبرز مقارنات لا إرادية مع أوصاف الكائنات العظيمة غير المرئية، وفي مقدمتها الملائكة كما وصفها النبي محمد.

وبغض النظر عن التفسير العلمي النهائي لهذه الظاهرة الشمسية، فإن الأبعاد الهائلة والمظهر "المحلق" للجسم المثير للجدل يفتح الباب أمام استحضار الأوصاف النبوية للملائكة، تلك الكائنات النورانية التي لا تدركها حواس البشر، ولكن عظمها ومهابتها تفوق كل تصور.

أبعاد تتجاوز الوصف البشري

ولقد وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الملائكة بأوصاف تُظهر عظمتها وكبر حجمها بما يتجاوز قدرة العقل البشري على الاستيعاب الكامل. 

ومن أبرز هذه الأوصاف ما جاء في حديث الإسراء والمعراج، حيث رأى النبي جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقية وله ستمائة جناح، يسد عظم خلقه الأفق. هذا الوصف لجبريل، وهو أحد رؤساء الملائكة، يعطي لمحة عن الحجم الهائل الذي يمكن أن تتخذه الكائنات النورانية في تصورنا الديني.

ما بين أذنه وعاتقه 700 عام

فبينما نتحدث عن "جناح" افتراضي لجسم شمسي يبلغ 150 ألف كيلومتر، فإن وصف النبي لجبريل بأن أجنحته تسد الأفق يُضفي على الفكرة أبعادًا أكبر بكثير، حيث يتجاوز الأفق أي مقياس بشري معروف. 

وقد منحهم الله تعالى عظم الخلق، ففي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أُذِن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".

الأوصاف النبوية للملائكة لا تتوقف عند العدد الهائل من الأجنحة، بل تمتد لتصف عظمة خلقهم وقوتهم الخارقة، مما يضعهم في مصاف الكائنات ذات القدرات التي تفوق قوانين الفيزياء التي نعرفها.

تقاطع الظواهر

إن الجدل حول هذا الجسم الشمسي يذكرنا بأن الكون لا يزال يخبئ الكثير من الأسرار، وأن ما ندركه من الظواهر الكونية، مهما بدا عظيمًا، قد لا يكون سوى جزء ضئيل من العظمة المطلقة للخالق. 

اقرأ المزيد..