بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ماذا كان يفعل الرسول في شهر ذي القعدة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

ماذا كان يفعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في شهر ذي القعدة؟، وكيف يمكن للمسلم أن يقتدي بهدي الحبيب المصطفى في هذا الشهر الحرام المبارك؟

إن في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم خير الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» [الأحزاب: 21]، لذا فإن معرفة أفعاله الشريفة وسننه المباركة في مثل هذا الشهر تعد طريقًا للفوز والنجاة وسبيلًا لنيل رضا الله سبحانه وتعالى.

فضل شهر ذي القعدة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن شهر ذي القعدة هو أحد الأشهر الحرم التي اختصها الله بمزيد من الفضل والحرمة، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وقد جاءت الإشارة إليها في قوله تعالى:«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» [التوبة: 36].

وفي تفسير هذه الآية، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشهر الحرم في حديثه الشريف:
"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان" (رواه البخاري ومسلم).

ماذا كان يفعل النبي في شهر ذي القعدة؟

ذكرت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يولي شهر ذي القعدة عناية خاصة، فقد كانت جميع عمراته الأربع في هذا الشهر الكريم، باستثناء عمرته التي قرنها بحجة الوداع، حيث أحرم بها في ذي القعدة وأداها في ذي الحجة.

وقد روى أنس رضي الله عنه:«اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمرات، كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته: عمرة من الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته» (متفق عليه).

العبادات المستحبة في ذي القعدة

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى تعظيم العمل الصالح في الأشهر الحرم، ومنها شهر ذي القعدة، فقال:«صُم من الحرم واترك، صُم من الحرم واترك، صُم من الحرم واترك»، وأشار بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها، وهو حديث رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. ويفهم من ذلك استحباب صيام ثلاثة أيام من الشهر وفطر ثلاثة، وهكذا.

ومن أبرز الأعمال التي كان النبي يحرص عليها:

1. العمرة: فقد جعل من ذي القعدة موسمًا لأداء عمراته، وهو ما يسن الاقتداء به فيه.


2. الصيام: خاصةً الأيام البيض أو صيام أيام متفرقة من الشهر، اقتداءً بسنته صلى الله عليه وسلم.


3. الصلاة وقيام الليل: بالإكثار من النوافل والتهجد تقربًا إلى الله.


4. الصدقة: إذ العمل الصالح مضاعف الأجر في هذه الأشهر المباركة.


5. الذكر والدعاء: بالتسبيح والتحميد وقراءة القرآن، وهي من أحب القربات إلى الله.

 

تعظيم الشهر الحرام

نقل الإمام الطبري في تفسيره عن الصحابي قتادة قوله:"إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء".

وأضاف: "إن الله اصطفى من خلقه صفايا، اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، فعظّموا ما عظّم الله، فإنما تعظَّم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل."

مكانة ذي القعدة في التقويم الهجري

شهر ذي القعدة هو الشهر الحادي عشر في السنة الهجرية القمرية، ويليه شهر ذو الحجة، الذي يحوي أعظم الأيام وأشرفها. وكون ذي القعدة من الأشهر الحرم، فهو زمن للسلام والعبادة، لا للعدوان أو الظلم، فالحسنة فيه مضاعفة، والسيئة كذلك.