بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أداة بسيطة تحذر من خطر الإصابة بأمراض القلب قبل 10 سنوات

أمراض القلب
أمراض القلب

أمراض القلب .. في تطور طبي جديد، كشفت دراسة حديثة أن فحصًا بسيطًا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي قادر على التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل عقد من الزمن من ظهور أي أعراض واضحة.

وبحب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، حللت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة دندي الاسكتلندية، بيانات أكثر من 5 آلاف شخص في منطقة تايسايد، تعود إلى ما بين عامي 2008 و2013، إذ لم يكن أي من المشاركين يعاني من أمراض قلبية سابقة أو يُصنف في حينها ضمن فئة المعرضين لخطر الإصابة.

كتلة البطين الأيسر... مؤشّر مبكر صامت

عشر سنوات بعد إجراء الفحص الأولي، لاحظ الفريق البحثي أن زيادة كتلة البطين الأيسر للقلب، رغم كونها ما زالت ضمن الحدود الطبيعية، كانت علامة واضحة على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب لاحقًا. 

ويمثل هذا التغيير، الذي لا يصاحبه غالبًا أعراض ملحوظة أو تأثير فوري على وظيفة القلب، مؤشرًا يمكن استخدامه للكشف المبكر والتدخل الوقائي.

البطين الأيسر هو الحجرة المسؤولة عن ضخ الدم المؤكسج إلى باقي أنحاء الجسم. وأي تغير في كتلته، حتى وإن كان بسيطًا، قد يشير إلى تغيّرات مستقبلية في صحة القلب.

اختلافات بين الرجال والنساء

وكان ما يميز نتائج هذه الدراسة أيضًا هو الكشف عن اختلافات في عوامل الخطر بحسب الجنس ففي الرجال، ارتبطت الزيادة في كتلة البطين الأيسر بضغط الدم الانبساطي المرتفع، بينما ارتبطت لدى النساء بمستويات مرتفعة من الكوليسترول، وكلاهما ضمن النطاق الطبيعي المرتفع. 

ولم تكن هذه المؤشرات لتستدعي عادة علاجًا وقائيًا وفق المعايير الطبية التقليدية، ما يجعل نتائج الدراسة ذات أهمية خاصة في مجال التشخيص المبكر.

تغيير قواعد الكشف والوقاية

وصفت البروفيسورة جيل بيلش، التي قادت فريق البحث، النتائج بأنها "تطور ثوري" في فهم الأمراض القلبية. وقالت إن القدرة على استخدام فحص بسيط ومتاح بالرنين المغناطيسي لتحديد خطر الإصابة مبكرًا تفتح الباب أمام تدخلات وقائية قد تنقذ حياة آلاف الأشخاص.

وأوضحت بيلش: "تمكّنا من تحديد مؤشّر مبكر جدًا لأمراض القلب يمكن اكتشافه قبل سنوات من حدوث أي ضرر فعلي في القلب، وفي مرحلة يكون فيها القلب لا يزال يعمل بكفاءة".

أهمية الدراسة ودعم المؤسسات الصحية

تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب، من الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا. وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تُتيح فرصة فريدة لاكتشاف هذه الحالات قبل أن تتطور، خصوصًا لدى من لا تظهر عليهم أعراض أو عوامل خطر تقليدية مثل السمنة أو التدخين أو ضعف النشاط البدني.

من جهتها، رحّبت مؤسسة Chest Heart and Stroke Scotland التي موّلت الدراسة، بالنتائج، معتبرة أن هذا النوع من الأبحاث يساعد في إحداث تغيير إيجابي حقيقي في صحة السكان. وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، جين كلير هدسون، إن هذه الدراسة "تُسهم في تعزيز فهمنا لأمراض القلب وتفتح آفاقًا جديدة للوقاية".

في ضوء هذه النتائج، يمكن أن يصبح التصوير بالرنين المغناطيسي أداة محورية في استراتيجيات الكشف المبكر، تتيح للأطباء التدخل في الوقت المناسب وإنقاذ الأرواح من خلال إجراءات وقائية تستند إلى مؤشرات غير مرئية بالطرق التقليدية. وقد تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Radiology، ما يضفي عليها مزيدًا من المصداقية ويعزز الدعوات لاعتماد هذه الأداة كجزء أساسي من الفحوص الروتينية في المستقبل.