ذو القعدة.. شهر السكون والتقديس وأول بيت وُضع للناس

تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن حرمة شهر ذي القعدة، وما يحمله من معانٍ روحية وتاريخية عظيمة في تراث المسلمين، مؤكدًا أن هذا الشهر هو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي حرم فيها القتال منذ الجاهلية، اتباعًا لميراث نبي الله إبراهيم عليه السلام.
واستشهد جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك بقول الله تعالى :{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ، وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 96-97]،
مبينًا أن الكعبة المشرفة هي أول بيت وُضع للناس، ومقام نظر الله سبحانه، وأن وضعها تم بأمر الله، واختلفت الروايات بين كون من بناها هو آدم أو إبراهيم عليهما السلام، فيما ذهبت روايات أخرى إلى أن الملائكة وضعت قواعدها.
وأشار فضيلته إلى أن الكعبة ليست مكانًا لأداء الصلوات المفروضة في داخلها، بل هي قبلة للمسلمين يتوجهون إليها في صلاتهم أينما كانوا، لقوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144].
وفي تأكيد لمكانة المساجد في الإسلام، نقل الدكتور علي جمعة قول النبي صلى الله عليه وسلم:(إنَّ بيوتَ اللهِ في الأرضِ المساجدُ)، وذكر الحديث الشريف:(جُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا)، مؤكدًا أن كل مكان يُعبد فيه الله يصبح بيتًا من بيوته، وخاصة المساجد، التي هي مواضع السجود، حيث يجتمع المسلمون خمس مرات يوميًا لعبادة الله.
وختم جمعة بالتذكير بقدسية الأشهر الحرم، ودعوة المسلمين إلى اغتنام هذه الفترات للتقرب إلى الله، وتعظيم شعائره، وتجنب العدوان والخصام، تأسّيًا بسنة الأنبياء.