فتوى أزهرية تحسم الجدل: "زواج التجربة" باطل شرعًا

أثار ما يُعرف بـ"زواج التجربة"الجدل لما فيه من مخالفة صريحة لطبيعة عقد الزواج في الشريعة الإسلامية، باعتباره عقدًا مؤبدًا لا يخضع لشروط التأقيت أو التجريب.
ميثاق غليظ أم تجربة مؤقتة؟
وفي هذا السياق، ورد إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤال حول مدى صحة زواج اشترط فيه الطرفان أن يستمر الزواج لفترة مؤقتة يتم خلالها اختبار التوافق، فإن حدث تفاهم استمر الزواج، وإن لم يحدث، يتم الطلاق.
لا يجوز تحويل الزواج إلى تجربة مؤقتة
وجاء رد الدكتور لاشين واضحًا وقاطعًا، حيث أكد أن الزواج بهذا الشكل باطل، مشيرًا إلى أن "الزواج في الإسلام عقد مؤبد لا يجوز تأقيته بمدة زمنية، لأن المقصود من الزواج – من ميثاق غليظ، واستقرار أسري، وتكوين أسرة – لا يتحقق إلا بديمومته".
واستند فضيلته في فتواه إلى قول الله تعالى:"وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا" [النساء: 21].
كما أشار إلى الحديث النبوي الشريف:"تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
"زواج التجربة".. عقد باطل يخالف مقاصد الشريعة
وأوضح الدكتور لاشين أن العقود في الشريعة تنقسم من حيث المدة إلى مؤقتة ومؤبدة، ومن أمثلة المؤقتة: عقد الإجارة، أما المؤبدة فمنها عقد الزواج، الذي لا ينتهي إلا بالطلاق أو الفسخ لسبب شرعي معتبر.
وأكد فضيلته أن اقتران عقد الزواج بشرط يخالف طبيعته – كاشتراط مدة معينة – يؤدي إلى بطلان الشرط، بل ويمتد البطلان إلى العقد نفسه، قياسًا على نكاح المتعة، الذي أجمعت الأمة على بطلانه بسبب التأقيت.
دعوة لتقوى الله
واختتم الدكتور عطية لاشين فتواه بالتأكيد على ضرورة أن يتقي الزوجان الله في عقد الزواج، وألا يجعلوه مجالًا للتجارب، قائلاً:"الزواج ليس مادة كيميائية تخضع للتجربة المعملية، بل هو ميثاق غليظ وأسمى من أن يُختزل في تجربة مؤقتة قد تفضي إلى العبث بشرع الله وآياته".