بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حماس تزرع الموت.. تفجيرات عن بُعد تصعق جنود الاحتلال وإسرائيليون يصرخون: كفى حربا

جنود للاحتلال يحملون
جنود للاحتلال يحملون نعش زميلهم

يسود الغموض المشهد الميداني في شمال قطاع غزة، حيث تتحدث تقارير إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي إسرائيلية عن اشتباكات ضارية تدور رحاها في محيط منطقة شرق بيت حانون، يأتي ذلك وسط صمت رسمي من الجيش الإسرائيلي الذي لم يصدر أي بيان عسكري يوضح طبيعة الأحداث الجارية.

ويقول أحمد البديري، المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن المصادر الإسرائيلية تفيد بوجود قصف مدفعي إسرائيلي مكثف يستهدف المنطقة، بالإضافة إلى رصد تحركات مكثفة لطائرات مروحية، سواء تلك التي كانت متواجدة في المنطقة أو التي وصلت إلى مستشفيات إسرائيلية، يُرجح أنها تقوم بنقل مصابين أو قتلى. 

ونوه خلال إفادته لقناة “الغد” إلى أنه حتى اللحظة، لا تزال طبيعة هذه الخسائر غير واضحة، ومن المتوقع، وفقًا للسياق المعتاد، أن يتم تأخير الإعلان عن أي قتلى أو جرحى إسرائيليين لحين إبلاغ العائلات ومتابعة الحالة الصحية للمصابين، وهو ما قد يستغرق ساعات أو حتى يوم غد.

ولفت إلى أن المراقبين يؤكدون أن القتال الذي تركز في الفترة الأخيرة في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، وتحديدًا في رفح، بدأ يتوسع ليشمل المنطقة الشمالية، حيث تدور اشتباكات في محيط بيت حانون وبيت لاهيا، وتتزامن هذه التطورات مع توغل متقطع للجنود الإسرائيليين داخل المناطق السكنية واشتباكهم مع الفصائل الفلسطينية المسلحة والمقاومة المتواجدة في القطاع.

وأشار إلى أن اللافت في التغطية الإسرائيلية هو التأكيد المستمر على أن حركة حماس تعتمد في عملياتها على الكمائن وتفخيخ المنازل والشوارع وزرع المتفجرات وتفجيرها عن بعد، بدلًا من الانخراط في قتال شوارع مباشر مع الجنود الإسرائيليين. 

ويُعزى هذا التكتيك إلى التفوق الجوي الإسرائيلي واستخدام الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية بشكل مكثف لضرب الفلسطينيين من الجو، بالإضافة إلى القصف المدفعي والاستخدام الواسع للدبابات في عمق المدن والمناطق السكنية في شمال وجنوب القطاع.

وعلى الصعيد الداخلي الإسرائيلي، تثير هذه الأحداث صدى عميقًا في المجتمع، خاصة مع تصاعد الأصوات المطالبة بوقف الحرب وتزايد الترقب الحذر بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين. 
وتعكس قصص إسرائيلية متداولة حجم القلق الذي يعيشه الإسرائيليون، حيث تتحدث سيدة إسرائيلية عن خوفها الدائم على ابنها الجندي المتواجد في قطاع غزة، وكلما سمعت عن قتال أو رأت صورًا لطائرات مروحية تنقل مصابين، يتملكها هاجس أن يكون ابنها هو الضحية القادمة.

هذا الشعور بالخوف والقلق هو ما يدفع غالبية المجتمع الإسرائيلي، وفقًا لاستطلاعات الرأي، إلى المطالبة بوقف الحرب، ليس فقط من أجل عودة المحتجزين، بل أيضًا لوقف نزيف الدماء والخسائر المحتملة في صفوف الجنود الإسرائيليين. ويتفاقم هذا القلق بسبب التهديدات الأمنية الأخرى، مثل إمكانية تصاعد القتال في الضفة الغربية أو نجاح محتمل لهجمات صاروخية من اليمن.

ويشير التحليل إلى أن حالة عدم الاستقرار والقلق التي تعيشها آلاف العائلات الإسرائيلية التي لديها أبناء يخدمون في الجيش، تتضح بشكل خاص عند تداول أسماء القتلى والجرحى، حيث يشعر البعض بالارتياح لعدم ورود أسماء أبنائهم، بينما تعيش عائلات أخرى لحظات من الألم والفقد.

ورغم المظاهرات المطالبة بوقف إطلاق النار في تل أبيب، فإن الرغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية التي افتقدها الإسرائيليون العاديون منذ 17 شهرًا، تتزايد بشكل ملحوظ، فهذه الحياة التي كانت خالية من صفارات الإنذار والمشاكل في التنقل والقيود على الوصول إلى الأماكن الدينية والتسوق، هي ما يتوق إليه الإسرائيليون بعيدًا عن أي أجندات سياسية. هذا هو الجو العام الذي طغى على المشهد منذ بدء العملية العسكرية في أكتوبر 2023.

اقرأ المزيد..