بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أمين الفتوى: التسول مهنة محرمة واستغلال لعطف الناس.. والعمل هو السبيل للرزق

 الشيخ عويضة عثمان
الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التسول الذي يمارسه البعض بشكل دائم ومستغل لعطف الناس لا يجوز شرعًا، وأن الإسلام لا يقر تحويل التسول إلى "مهنة" يمتهنها القادرون على العمل، وجاء ذلك ردًا على سؤال وُجه له حول مدى إثم عدم التصدق على المتسولين في ظل انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير، خاصة مع استغلال البعض للظروف الاقتصادية والاجتماعية بغرض جمع الأموال دون وجه حق.


 

التسول لا يليق بالكرامة الإنسانية

أوضح عثمان أن التسول لا يمثل حلاً حقيقيًا للمشكلات الاقتصادية، بل قد يتحول في بعض الأحيان إلى ظاهرة سلبية تمتهن فيها الكرامة، ويُستغل فيها الدين والرحمة لتحقيق مكاسب غير مشروعة، لافتًا إلى أن الإسلام قد حرص على صون كرامة الإنسان، ودعاه إلى السعي والعمل والكسب من عرق الجبين.

وأضاف: "هناك من يمتهن التسول بشكل غير مشروع، ويستغل مشاعر الناس، وهذا أمر مرفوض شرعًا. النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى السعي والعمل، ولم يقر تحويل العطاء إلى باب لاستغلال مشاعر الناس الطيبة".

 

الإسلام يحث على العمل.. لا على التكاسل

استشهد أمين الفتوى بحديث نبوي شريف يلخص المنهج النبوي في التعامل مع الحاجة، جاء فيه أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو حاجته، فسأله: (هل عندك شيء في البيت؟)، فأجاب: (نعم، عندي بعض الأغراض)، فقال له النبي: (اذهب فبعها وابدأ العمل).

وقال عثمان: "هذا الحديث يعلّمنا أن العمل هو الأصل في الإسلام، حتى في أوقات الضيق، فالله سبحانه وتعالى أمر السيدة مريم، عليها السلام، في لحظة المخاض والضعف أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها الرطب، رغم أنها كانت في أضعف حالتها، فما بالنا بمن يستطيع العمل ويصر على مد يده دون سبب؟".

 

التسول غير جائز للقادرين على العمل

شدد الشيخ عويضة على أن الصدقة لا تجوز للغني ولا للقادر على الكسب، لأن الشرع لا يرضى أن يتخلى الإنسان عن سعيه وجهده، ويتحول إلى عالة على الناس، موضحًا أن من يدرب الأطفال على التسول أو يورثها لأبنائه إنما يرتكب إثمًا عظيمًا ويُفسد النشء والمجتمع.

وأشار إلى أن من لا يتصدق على متسولٍ يشتبه في أمره، فلا إثم عليه، خاصة إذا غلب على ظنه أن هذا الشخص يستغل عواطف الناس. لكن في الوقت نفسه، يجب التحقق قبل الحكم، فإن كان المتسول محتاجًا بحق، فالصدقة عليه من أبواب الرحمة والفضل.

 

العمل عبادة.. والتشجيع على الكسب واجب

اختتم أمين الفتوى تصريحه بالتأكيد على أن النصيحة الأهم في هذا الباب هي تشجيع المحتاجين على العمل وتقديم العون لهم بما يساعدهم على الكسب المشروع، لا على الاعتماد على الصدقات، قائلًا: "التسول لا يصنع كرامة ولا يبني مستقبلًا، وإنما بالعمل تعلو الهمم وتُصان الكرامة وتُفتح أبواب الرزق".


 

أدعية لزيادة الرزق وتيسير الحال

ختامًا، يمكن للمسلم أن يلجأ إلى الله بالدعاء مع السعي والعمل، فالدعاء مع الأخذ بالأسباب هو مفتاح الفرج، ومن أجمل أدعية الرزق:

"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك."

"اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كد، واستجب دعائي من غير رد."

"اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان عسيرًا فيسّره."

"اللهم افتح لنا أبواب رزقك، وبارك لنا فيما رزقتنا، ولا تجعلنا من القانطين."