بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"أنا.. نور ونار" خطبة الجمعة المقبلة.. أخطر كلمة في حياة الإنسان

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

 في إطار سعي وزارة الأوقاف المصرية لنشر قيم الوسطية والوعي الديني الصحيح، حددت الوزارة موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان: "كلمة (أنا).. نور ونار"، وذلك ضمن جهودها المستمرة لترسيخ المعاني السامية ومحاربة السلوكيات السلبية في المجتمع.

رسالة الخطبة: توجيه فكري وروحي:

 أوضحت وزارة الأوقاف أن الهدف من هذه الخطبة هو التفرقة الدقيقة بين نوعين من استخدام كلمة "أنا"، أحدهما يبعث الأمان والنبل، والآخر يشي بالغرور والتكبر، وفي بيانها، أشارت إلى أن هذه الكلمة التي قد تبدو بسيطة تحمل في طياتها معانيَ عميقة ومتناقضة، حيث يمكن أن تكون وسيلة للخير والنور، كما يمكن أن تكون شرارة للشر والضلال.

نوعان من "أنا"… فرق بين نبي وشيطان:

 بحسب نص الخطبة الصادر عن الوزارة، تم تقسيم استخدام كلمة "أنا" إلى نوعين:

"أنا النورية": وهي التي تعكس الشهامة والنخوة والإيثار، وتكون على لسان من يقولها بصدق، مثل قول سيدنا يوسف عليه السلام {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]، وهي "أنا" التي تحمل المسؤولية وتبث الأمان وتدفع الإنسان للعطاء والتضحية.

"أنا النارية": وهي التي تحمل الغرور والكبر، كقول إبليس {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص: 76]، وهي "أنا" التي تقود صاحبها إلى الهلاك، وتنبع من نفس مستكبرة لا ترى في غيرها سوى النقص والدونية.

دعوة للاتحاد ونبذ الفرقة:

 كما لم تغفل الخطبة الإشارة إلى ما تمر به الأمة من تحديات دقيقة، مشددة على أن المرحلة الحالية تفرض على الجميع التكاتف والاعتصام بحبل الله، وترك الخلافات الجانبية، والتحلي بالتسامح والرحمة والتعاون.

 وأكدت الوزارة على أن "أنا" النارية هي أحد أسباب النزاع والفرقة، إذ ينبع منها الاستعلاء والتنافس السلبي الذي قد يقود إلى التشرذم، بينما "أنا" النورية تدفع إلى الإيثار ووضع مصلحة الجماعة فوق الأنانية الفردية.

محتوى الخطبة وأسلوبها:

 يبدأ نص الخطبة بالحمد والثناء على الله، ثم يسرد الخطيب شرحًا مفصلًا للفرق بين نوعي "أنا"، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة، مع تطبيقات واقعية تُظهر أثر الكلمة في حياة الأفراد والمجتمعات.

 ويختتم النص بالدعوة إلى العمل بروح الجماعة، والاقتداء بالأنبياء وأهل الخير، وترك التعالي والغرور، خاصة في ظل ما يواجهه العالم من أزمات تتطلب من المسلمين أن يكونوا على قلب رجل واحد.

خلاصة: كلمة "أنا" تحت المجهر:

 تضع وزارة الأوقاف هذا الأسبوع الكلمة الأشهر في قاموس البشرية تحت المجهر، لتكشف لنا عن وجهين متناقضين لها؛ أحدهما يرفع صاحبه إلى مصاف العظماء، والآخر يهوي به إلى درك التكبر والمهالك. وتأتي هذه الخطبة ضمن خطة الأوقاف لتقديم خطاب ديني معاصر يواكب هموم الناس وسلوكياتهم، ويزرع فيهم بذور الإصلاح الذاتي والمجتمعي.