بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خطيب المسجد الحرام: رمضان محطة انطلاق والطاعات باقية للتنافس بعدها

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الشيخ الدكتور بندر بن عبد العزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن أبواب الخير مفتوحة على الدوام، وأن العبادات التي كانت ميدانًا للتسابق في شهر رمضان المبارك، تظل مستمرة ومهيأة للتنافس في سائر الأيام.

الجمعة الأولى من شهر شوال

وأوضح "بليلة" في خطبة الجمعة الأولى من شهر شوال، التي ألقاها اليوم من المسجد الحرام، أن استمرار المسلم على الطاعة بعد رمضان من أعظم ما يُعينه على الثبات، مستشهدًا بقول الله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23].

وأشار إلى أن الاستمرارية في العبادة ليست مقصورة على شهر الصيام، بل هي خلق حث عليه الإسلام، وسار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن من أفضل ما يُستأنف به العمل الصالح بعد رمضان صيام ست من شوال، سواء كانت متتابعة أو متفرقة.

 ستًّا من شوال

واستند في ذلك إلى الحديث الشريف الذي رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر".

وأضاف: "إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا ثبته على طريق الطاعة، وألهمه الاستقامة، وفتح له أبواب الخير، ويسّر له سبل العبادة"، مضيفًا أن من وفقه الله لتحويل أيام رمضان إلى مسيرة قرب من الله، فقد ربح، ونِعم الزاد ما كان فيه من الصدق والإخلاص.

ونقل عن الإمام ابن القيم -رحمه الله- قوله:
"وفي هذه الفترات التي تعرض للسالكين يتبين الصادق من الكاذب؛ فالكاذب ينقلب على عقبيه، ويعود إلى هواه، أما الصادق فينتظر الفرج، ولا ييأس من روح الله، ويُلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلًا كالإناء الفارغ، فإذا رأيت الله أقامك في هذا المقام، فاعلم أنه يريد أن يرحمك ويملأ إناءك".

ولفت إلى أن الاستمرار على العمل الصالح، ولو كان يسيرًا، يحفظ العبد من الانقطاع بعد انقضاء رمضان، موضحًا أن مواسم الخير لا تنقضي، وأوقات القرب من الله لا تنتهي، رغم وداع شهر هو أكرم الشهور.

وأكد أن الفرص تتوالى، ومجالات البر لا تنقطع، فشهر رمضان ما هو إلا محطة تزود، ومدرسة للتغيير، وبوابة لانطلاقة جديدة في مسيرة الطاعة، مستشهدًا بما ورد في الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت:
"كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله يستطيع".

واختتم خطبته بالتأكيد على أن من أعظم وسائل الثبات على الطاعة، هو اللجوء إلى الدعاء، خاصة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، كما ورد في مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي عن أنس رضي الله عنه، مبينًا أن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، لذا فالثبات هبة ربانية يُرجى بها الاستمرار على الهداية بعد رمضان.