بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

استشاري صحة نفسية: اضطرابات الساعة البيولوجية تؤثر على المناعة والصحة العقلية

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

 قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن «الساعة البيولوجية» هي تنظيم إيقاع الحياة داخل جسم الإنسان، وهي تشمل جوانب متعددة مثل درجة حرارة الجسم، اضطرابات النوم، الشعور بالجوع، ومستوى السوائل بالجسم، موضحًا أنه كلما كانت الساعة البيولوجية منتظمة، كان ذلك له تأثير إيجابي على جهاز المناعة، مما يقلل من تعرض الإنسان للأمراض، سواء كانت أمراضًا حالية أو مستقبلية.

 اضطرابات النوم واختلال الساعة البيولوجية:

 أضاف «هندي»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن حوالي 45% من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم واختلال الساعة البيولوجية لديهم اضطرابات في الصحة العقلية، مثل الاكتئاب، الاضطراب الثنائي القطب، والاضطرابات المزاجية والهدافة، مشيرًا إلى أن اضطراب الساعة البيولوجية يمكن أن يكون أحد الأسباب المؤدية للإصابة بمرض الزهايمر بعد سن الـ50.

جهاز المناعة:

 ولفت إلى أن هناك دراسة أجريت في بريطانيا على 1514 طفلًا في 20 ولاية أمريكية أظهرت أن الأطفال الذين لا ينامون جيدًا تتأثر ساعتهم البيولوجية، مما يؤثر على جهاز المناعة، وعند وصولهم إلى سن الـ15 يصبحون أكثر عرضة للإدمان.

 جدير بالذكر أن فريق من الباحثين من مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام وكلية الطب "وارن ألبرت" بجامعة براون، كشف عن دور الساعة البيولوجية في تحديد عادات الأكل لدى المراهقين.

 شارك في الدراسة 51 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، قسموا إلى 3 مجموعات وفقًا لمؤشر كتلة الجسم (BMI): 24 مشاركًا من ذوي الوزن الصحي، و13 مشاركًا يعانون من زيادة الوزن، و14 مشاركًا يعانون من السمنة.

 وعاش جميع المشاركين ضمن نظام صارم استمر 7 أيام، حيث تم ضبط دورة النوم والاستيقاظ على 28 ساعة، مع التحكم في شدة الإضاءة أثناء اليقظة وإبقائها مظلمة تمامًا أثناء النوم، كما تمت إزالة جميع المؤثرات الزمنية الخارجية، مثل الساعات وضوء الشمس، لضمان أن تكون النتائج مرتبطة بالإيقاعات البيولوجية فقط.

 وحصل المشاركون على 6 وجبات يومية في أوقات ثابتة، مع إمكان تناول كميات غير محدودة من الطعام خلال كل وجبة. كما سُمح لهم بممارسة أنشطة محدودة مثل مشاهدة الأفلام (مع تخفيض إضاءة الشاشات) وممارسة الحرف اليدوية والألعاب الاجتماعية.

 ووجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يستهلكون سعرات حرارية أكثر في ساعات متأخرة من اليوم مقارنة بالمشاركين ذوي الوزن الصحي، كما تبين أن الإيقاعات اليومية تلعب دورًا رئيسيًا في تفسير هذا السلوك الغذائي.

نتائج الدراسة:

 أظهرت النتائج أن التغيرات في الساعة البيولوجية تؤثر بشكل واضح على استهلاك الطعام لدى جميع المشاركين، حيث بلغ تناول السعرات الحرارية ذروته في فترة ما بعد الظهر والمساء، بينما كان في أدنى مستوياته في الصباح.

 وقال الدكتور فرانك إيه جيه إل شير، أستاذ الطب ومدير برنامج علم الأحياء الزمني الطبي في مستشفى بريغهام والنساء: "كنا نعلم أن الساعة البيولوجية تؤثر على الشعور بالجوع والتمثيل الغذائي، لكن ما لم يكن واضحًا هو ما إذا كانت تؤثر بشكل مباشر على استهلاك الطعام، عند عزلها عن العوامل البيئية والسلوكية مثل الضوء ودورات النوم".

 وأضاف: "تعد هذه الدراسة الأولى التي تثبت أن توقيت تناول الطعام يتم تنظيمه بواسطة الساعة البيولوجية الداخلية للجسم".

 ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من تحديد ما إذا كانت الساعة البيولوجية تؤدي إلى تغيرات الوزن، أم أن تغيرات الوزن هي التي تؤثر على الساعة البيولوجية، أم أن هناك تفاعلًا معقدًا بين الإثنين. لذا، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين الإيقاعات اليومية والتحكم في الوزن بشكل أعمق.

 ويهدف الباحثون إلى استكشاف العلاقة بين النظام الغذائي والإيقاعات اليومية والتمثيل الغذائي بشكل أكثر تفصيلًا، بالإضافة إلى دراسة الآليات البيولوجية التي تتحكم بهذه العلاقة، وتأثيراتها المحتملة على استراتيجيات التغذية الموجهة لتحسين الصحة.

 ومن جانبها، أكدت الدكتورة ماري أ. كارسكادون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية الطب بجامعة براون، أهمية هذه النتائج، قائلة: "تمر فترة المراهقة بتغيرات حاسمة تحدد المسار الصحي للفرد مدى الحياة، لذا من الضروري فهم كيفية تأثير النوم والإيقاعات اليومية على عادات الأكل".

 وأضافت: "المعرفة المكتسبة من هذه الدراسة تفتح المجال أمام تدخلات غذائية مستقبلية قد تساعد في تحسين صحة المراهقين بشكل كبير".