بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لماذا لم تُرسل الرسالات السماوية على النساء؟.. علي جمعة يوضح الحكمة

بوابة الوفد الإلكترونية

في لقاء مليء بالأسئلة العميقة، طرحت إحدى الفتيات سؤالًا على الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال برنامجه الرمضاني "نور الدين والدنيا"، قائلة: "لماذا كانت الرسالات السماوية تُنزَّل على الرجال فقط دون النساء؟"

الرد العلمي من الدكتور علي جمعة

أجاب الدكتور علي جمعة موضحًا أن النبوة والإمامة في الإسلام تتطلبان بعض الشروط الخاصة، والتي من بينها الذكورة، مستدلًا بقوله تعالى:﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾ (يوسف: 109)

وأشار إلى أن النبوة تقتضي الإمامة، أي قيادة الناس في شؤون الدين، بما في ذلك الصلاة، حيث إن الإمامة في الصلاة للرجال، ولا تؤم المرأة الرجال، بل تؤم النساء فقط.

الفرق بين الوحي والرسالة

أكد الدكتور علي جمعة أن هناك فرقًا بين "الوحي" و"الرسالة"، فبينما لم يُبعث أي نبي من النساء، إلا أن الوحي قد نزل على بعض النساء الصالحات، مستشهدًا بقوله تعالى:﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ (القصص: 7)

كما أشار إلى أن السيدة مريم العذراء عليها السلام قد تلقت وحيًا من الله، بدليل قوله تعالى:﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ (مريم: 17)

لماذا اختار الله الرجال للنبوة؟

أوضح الدكتور علي جمعة أن الأنبياء يتحملون مسؤوليات عظيمة تتطلب قيادة المجتمعات، ومواجهة التحديات، وتحمل الأذى، وهو أمر يتناسب مع طبيعة الرجل الجسدية والاجتماعية، وليس تقليلًا من شأن المرأة، بل تكريمًا لها.

وختم حديثه بأن المرأة لها دور عظيم في نشر العلم والدين، لكنها لم تُكلَّف برسالة سماوية لأنها تحمل مسؤوليات أخرى لا تقل شأنًا عن النبوة، مثل تربية الأجيال وتعليمهم القيم والأخلاق.

نظرة أوسع إلى مكانة المرأة في الدين

أثار هذا السؤال نقاشًا واسعًا بين الحاضرين، حيث أكد الدكتور علي جمعة أن الإسلام كرّم المرأة وجعلها شريكة في بناء المجتمعات، فكما أن هناك أنبياء من الرجال، هناك نساء صالحات كنّ قدوة للعالمين، مثل السيدة مريم، وآسيا بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة الزهراء، وهن جميعًا ضربن أروع الأمثلة في الإيمان والقوة والثبات.

وهكذا، يبقى اختيار الرجال للنبوة حكمة إلهية تتناسب مع طبيعة الرسالة، دون أن يُنقص ذلك من قدر المرأة أو من دورها الجوهري في نشر الحق والخير في المجتمعات.