بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

العشر الأواخر من رمضان.. كنز النفحات الإلهية وفرصة بألف شهر

بوابة الوفد الإلكترونية

مع حلول الحادي والعشرين من رمضان، تبدأ العشر الأواخر من الشهر الفضيل، تلك الليالي التي تفيض بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وقد أوصى النبي ﷺ بالاجتهاد فيها أكثر من غيرها، حيث ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" (متفق عليه).

العشر الأواخر.. نفحات الرحمة والبركة

وتحمل هذه الأيام فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالدعاء والعبادة، خاصة وأنها تتضمن ليلة القدر، التي أخبرنا الله بأنها خير من ألف شهر، أي ما يعادل 83 عامًا من العبادة. لذا، يحرص المسلمون في مختلف أنحاء العالم على اغتنام هذه الأيام المباركة بالدعاء والتضرع إلى الله، أملاً في المغفرة والرحمة.

دعاء اليوم 21 من رمضان

الدعاء في العشر الأواخر من رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ورد في بعض كتب الأدعية أن من الأدعية المستحب قولها في اليوم الحادي والعشرين من رمضان:"اللهم اجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلًا، ولا تجعل للشيطان فيه عليّ سبيلًا، واجعل الجنة لي منزلًا ومقيلًا، يا قاضي حوائج الطالبين."

كما كان النبي ﷺ يدعو في هذه الأيام المباركة قائلاً: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني"، وهو الدعاء الذي أوصى به السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألته عن خير ما تدعو به في ليلة القدر.

العشر الأواخر وليلة القدر.. كنز لا يُفوَّت

تُعد العشر الأواخر من رمضان بمثابة الفرصة الذهبية التي يمنحها الله لعباده كي يضاعفوا أعمالهم الصالحة، ويتحروا ليلة القدر، التي قال الله عنها في كتابه الكريم:

"لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (سورة القدر: 3).

وتُرجَّح ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر، أي في الليالي (21، 23، 25، 27، 29)، وقد أخفاها الله لحكمة حتى يجتهد المسلم في العبادة طوال هذه الليالي، فينال الأجر العظيم.

وقد كان النبي ﷺ يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وكان يوقظ أهل بيته للعبادة، حتى لا يفوتهم الخير. لذا، يستحب في هذه الأيام الإكثار من الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والاستغفار، والدعاء، والصدقة، وصلة الرحم.

كيف تغتنم العشر الأواخر؟

لمن أراد أن يستثمر هذه الأيام المباركة أفضل استثمار، يمكنه اتباع هذه الأعمال:

  1. قيام الليل: الحرص على صلاة التهجد والقيام، حتى ولو بركعتين، فقيام الليل من أعظم القربات في العشر الأواخر.
  2. الإكثار من الدعاء: خاصة بالدعاء المأثور "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني".
  3. قراءة القرآن: زيادة ورد القرآن والتدبر في معانيه.
  4. الصدقة: التصدق حتى ولو بالقليل، فقد يكون هذا القليل سببًا في مغفرة الذنوب.
  5. الاعتكاف: إن تيسر ذلك، فهو سنة نبوية كان النبي ﷺ يحرص عليها في العشر الأواخر.

 

رمضان يمضي مسرعًا، والعشر الأواخر هي آخر محطاته المباركة، فمن فاته الاجتهاد في الأيام الماضية، فليغتنم ما تبقى، فلعل الله يكتب له فيها العتق من النار والفوز بالجنة.