العبيدي يطالب بوقف نهر الدم في غزة ويشيد بدور مصر في جهود السلام

في ظل التصعيد العسكري الجديد في قطاع غزة، والذي أودى بحياة المئات وأدى إلى إصابة العشرات، أعرب بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج، عن إدانته الشديدة لاستمرار نزيف الدم الفلسطيني، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف الحرب والوصول إلى حلول عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
وأكد العبيدي أن التصعيد الحالي جاء بعد اتفاق تم التوصل إليه بوساطة مصر وقطر، مشيرًا إلى أن إسرائيل تزعم عدم التزام حماس بالاتفاق، في حين تؤكد حماس أنها أوفت بالتزاماتها، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.
وأشاد العبيدي بالدور الذي تقوم به مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دفع جهود السلام ومحاولة وقف العدوان، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال ركيزة أساسية في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأنها تبذل جهودًا كبيرة لإنهاء النزاع عبر الحلول الدبلوماسية.
وفي الوقت ذاته، استنكر العبيدي الدعم غير المشروط الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب، معتبرًا أن هذا الانحياز المطلق يساهم في تأجيج الصراع وعرقلة أي جهود حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل.
وختم العبيدي تصريحه بمطالبة جميع الأطراف الدولية والإقليمية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية، والعمل على وقف نزيف الدم المستمر، وتهيئة الأجواء لحل سياسي دائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وفقًا للشرعية الدولية.
وقد استشهد أكثر من 400 فلسطيني وأصيب المئات في غارات إسرائيلية عنيفة على غزة، فجر الثلاثاء، وذلك في خرق إسرائيلي واضح لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وبداية جولة جديدة من التصعيد العسكري التي تهدد أمن واستقرار الإقليم.
ويأتي استئناف العملية العسكرية للاحتلال وسط دعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت دعمها للحرب.
واستهدفت الغارات مناطق متعددة في القطاع، من الشمال إلى الجنوب، بما في ذلك منازل ومخيمات. كما أمر الجيش الإسرائيلي سكان شرق غزة بإخلاء منازلهم والتوجه نحو وسط القطاع، مما يشير إلى احتمال شن عمليات برية جديدة.
وهذه التطورات جاءت بعد تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن تمديد الهدنة وإطلاق سراح الرهائن، واتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باتخاذ قرار استئناف الحرب وتعريض حياة الرهائن للخطر لأغراض سياسية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته من هذه الغارات، بينما عبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن فزعه من التصعيد الأخير.
ومع استمرار هذا التصعيد، تتفاقم معاناة المدنيين في غزة، حيث يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة ونزوحًا جديدًا، والمجتمع الدولي يدعو إلى وقف فوري للعنف والعودة إلى طاولة المفاوضات لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
وأكد الدكتور محمد زقوت، مدير عام المستشفيات في قطاع غزة، أن "العشرات من الشهداء والمصابين لا يزالون يصلون إلى المستشفيات بسبب المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في جميع مناطق قطاع غزة، بلا استثناء، حتى في المناطق التي يصنفها الاحتلال على أنها آمنة، لا سيما مخيمات النزوح".
وأشار زقوت إلى أن "الاحتلال أطلق القنابل الحارقة والثقيلة على المواطنين، ما ضاعف أعداد الشهداء، وسُجّلت عشرات الإصابات الحرجة التي احتاجت إلى تدخل جراحي عاجل، فضلاً عن حالات أخرى تنتظر دورها تعاني من نزيف وحروق وكسور، وإصابات بليغة في الرأس".
وأوضح زقوت أن إسرائيل لم تسمح بدخول أي جهاز طبي طوال فترة الهدنة التي استمرت لأكثر من 51 يوماً، ولم تسمح بخروج المئات من الجرحى والمرضى إلى مصر، على حد قوله.