"بصلي التراويح ركعتين فقط دون الوتر".. دار الإفتاء توضح
صلاة التراويح من السنن المؤكدة التي نُحافظ عليها خلال شهر رمضان، إلا أن البعض قد يتساءل عن كيفية أدائها في حال ضيق الوقت أو الانشغال، خاصة فيما يتعلق بجواز أدائها بركعتين فقط دون الوتر.
حكم صلاة التراويح وأفضلية أدائها
أجاب الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومستشار مفتي الجمهورية السابق، على هذا التساؤل، موضحًا أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، وقد اختلف الفقهاء حول الأفضل في أدائها، هل تكون جماعة في المسجد أم منفردًا في المنزل؟
وأشار إلى أن بعض الفقهاء استندوا إلى فعل سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي جمع الناس عليها جماعة، بينما استند آخرون إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يؤديها منفردًا، وكلا الرأيين صحيح.
عدد ركعات صلاة التراويح
أوضح عاشور أن عدد ركعات التراويح عند جمهور الفقهاء هو عشرون ركعة، يليها ثلاث ركعات للوتر، بينما يرى المالكية أنها ست وثلاثون ركعة دون الوتر، في حين ذهب بعض الفقهاء إلى أنها ثماني ركعات فقط، وجميع الآراء صحيحة، إلا أن الأفضل هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
وأكد أنه في حال عدم القدرة على أداء العدد الكامل من الركعات، فيمكن للمسلم أن يؤدي أقل من ثماني ركعات، حتى لو اقتصر على ركعتين فقط دون الوتر، وسيحصل بذلك على ثواب قيام الليل في رمضان، وفقًا لما ذهب إليه بعض علماء الشافعية، حيث إن أداء جزء منها خير من تركها بالكامل.
وقت صلاة التراويح
يبدأ وقت صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرةً، ويمتد حتى أذان الفجر، مما يمنح المسلم مرونة في أدائها خلال هذه الفترة وفقًا لظروفه.
فضل صلاة التراويح وقيام الليل
أجمع العلماء على عِظَم فضل صلاة التراويح وقيام الليل، حيث وردت عدة فضائل لها، منها:
- اتباع سُنّة النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه.
- أنها من أسباب دخول الجنة ورفع الدرجات.
- أنها من صفات عباد الله الأبرار الذين مدحهم الله بقوله: "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا" [الفرقان: 64].
- أنها أفضل الصلوات بعد الفريضة، وتُكفّر السيئات وتنهى عن الآثام.
- أنها سببٌ لمغفرة الذنوب، ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد نال أجر قيام رمضان كاملاً.
يجوز أداء صلاة التراويح ركعتين فقط دون الوتر لمن ضاق عليه الوقت أو لم يستطع أداء العدد الكامل، وله بذلك أجر قيام الليل، مع التأكيد على أن الأفضل اتباع السنة النبوية وأداءها كاملة قدر المستطاع.
