بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صحيفة إسرائيلية تتهم نتنياهو بالمراوغة: عقابه لسكان غزة يهدد حياة مواطنينا

نتنياهو
نتنياهو

«تهديد وحشد للقوات وتلويح بعودة الحرب، يصاحبها محاولات الالتفاف على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».. أساليب مراوغة يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتنفيذ خططه الساعية إلى استئناف حرب غزة وتقويض جهود الوسطاء، فضلا عن استمرار خداع الداخل الإسرائيلي.

قناة القاهرة الإخبارية، عرضت تقريرا بعنوان «تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام»، والذي سلّط الضوء على مراوغات نتنياهو وتصريحاته المستمرة بهدف تقويض جهود الوسطاء.

وبيّن التقرير أنّه رغم سريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بعد 15 شهرا من العدوان على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوما إلا ويخرج نتنياهو بتصريحات أو قرارات تقوض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام وتهدئة حدة الصراع في المنطقة.

عودة القتال في غزة

صحيفة هارتس الإسرائيلية، ذكرت أنّ نتنياهو قد شكل صورته السياسية خلال أكثر من عام على أنّه الضامن الأول لأمن إسرائيل، وبالتوازي تشير له الدوائر اليمينية المتطرفة بأن عودة القتال في غزة واستمرار تصعيد العملية العسكرية في الضفة الغربية، هما السبيل الوحيد لحفظ أمن إسرائيل من جانب ومستقبله السياسي من جانب آخر.

وأوضح التقرير أنّ هارتس ذكرت في أحد مقالاتها، أنّ حكومة نتنياهو رغم فشلها في استعادة المحتجزين خلال أشهر الحرب على القطاع، لجأت إلى اختلاق ذرائع للإجراءات العقابية التي اتخذتها مؤخرا ضد سكان غزة، وشملت إعاقة دخول المساعدات، وقطع الكهرباء عن غزة، ما يهدد بالأساس حياة بقية المحتجزين الذين ما زالوا هناك.

أفعال نتنياهو

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ جميع الأطراف قد ضاقت ذرعا من أفعال نتنياهو وتعنته بما فيها الإدارة الأمريكية التي لجأت للمرة الأولى بإجراء مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بعيدا عن تل أبيب.

جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار جدلاً واسعًا بإعلانه عن خطة تقضي بنقل سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، مع تولي الولايات المتحدة إدارة القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية، هذا المقترح أثار تساؤلات حول تأثيره المحتمل على قوة حكومة حماس أمام سكان غزة، خاصة في ظل وجود أصوات تدعو لمغادرة القطاع والعيش تحت نظام حكم آخر. فهل يمكن أن يكون هذا التصريح بداية لنهاية حكم حماس في غزة؟

تفاصيل المقترح:

في منشور له على منصته "تروث سوشيال"، صرح ترامب بأن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال. وأضاف أن الولايات المتحدة ستتولى إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، مع توفير فرص عمل للجميع. كما اقترح أن تستقبل دول مثل الأردن ومصر سكان غزة، مما أثار ردود فعل متباينة على المستويين المحلي والدولي.

ردود الفعل المحلية والدولية:

قوبل هذا المقترح بانتقادات حادة من قبل الفلسطينيين، حيث اعتبرته حركة حماس محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان القطاع قسراً. كما رفضت السلطة الفلسطينية الخطة، مؤكدة على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم. من جانبها، أعربت دول مثل الأردن ومصر عن رفضها لاستقبال سكان غزة، معتبرة أن هذا المقترح يشكل تهديدًا لاستقرارها الداخلي.

تأثير المقترح على حكومة حماس:

يواجه سكان غزة منذ سنوات طويلة ظروفًا معيشية صعبة نتيجة الحصار المفروض على القطاع، مما أدى إلى تزايد الاستياء الشعبي تجاه حكومة حماس. في هذا السياق، قد يؤدي مقترح ترامب إلى زيادة الضغط على حماس، خاصة إذا ما تزايدت الأصوات المطالبة بالهجرة والبحث عن حياة أفضل خارج القطاع. ومع ذلك، فإن رفض الدول المجاورة لاستقبال سكان غزة قد يحد من تأثير هذا المقترح على استقرار حكم حماس.

أصوات تدعو للهجرة:

في ظل الظروف المعيشية الصعبة، بدأت بعض الأصوات داخل غزة تدعو إلى الهجرة والبحث عن مستقبل أفضل في دول أخرى. يرى هؤلاء أن الحياة تحت حكم حماس لم تحقق لهم الاستقرار والرفاهية المأمولة، وأن الانتقال إلى دول أخرى قد يكون حلاً لتحسين أوضاعهم. ومع ذلك، يواجه هؤلاء تحديات كبيرة، أبرزها رفض الدول المجاورة لاستقبالهم، بالإضافة إلى صعوبات الهجرة القانونية.

 على الرغم من أن مقترح ترامب أثار جدلاً واسعًا، إلا أن تنفيذه يواجه عقبات كبيرة، أبرزها الرفض الدولي والمحلي له، ومع ذلك، فإن مجرد طرح مثل هذا المقترح قد يزيد من الضغوط على حكومة حماس، خاصة إذا ما تزايدت الأصوات المطالبة بالهجرة والبحث عن بدائل. في المقابل، قد يؤدي هذا المقترح إلى تعزيز التكاتف الداخلي بين سكان غزة وحكومة حماس لمواجهة ما يرونه تهديدًا لوجودهم.

يبقى مستقبل قطاع غزة وحكومة حماس مرهونًا بتطورات الأحداث وردود الفعل المحلية والدولية على مقترح ترامب. في ظل الرفض الواسع لهذا المقترح، قد تسعى حماس إلى تعزيز شرعيتها من خلال تحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع وتقديم حلول عملية للتحديات التي يواجهونها  وفي المقابل، قد يؤدي استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية إلى تزايد الاستياء الشعبي، مما قد يهدد استقرار حكمها على المدى البعيد.