بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

العالم على حافة الكارثة.. الاحتباس الحراري يهدد 40 % من سكان الأرض

الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري

لم يعد التغير المناخي مجرد ظاهرة بيئية قيد الدراسة، بل أصبح واقعًا يفرض نفسه بقوة على جميع مظاهر الحياة، فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، بدأت معالم كوكبنا تتغير بوتيرة مقلقة، لتكشف عن مستقبل يبدو أكثر اضطرابًا مما تخيلنا.

تداعيات الاحتباس الحراري: 

درجات حرارة قياسية، جفاف يضرب الأراضي الزراعية في مختلف القارات، وأعاصير وفيضانات متزايدة تخلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وتشير الأبحاث العلمية إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد يصل إلى درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن، وهو سيناريو كارثي قد يدفع 40% من سكان العالم إلى العيش خارج النطاق المناخي البشري، أي في مناطق غير صالحة للحياة الطبيعية.

والمدن الساحلية الكبرى، من نيويورك إلى جاكرتا، مهددة بالغرق مع ارتفاع مستوى سطح البحر، بينما تواجه دول أخرى خطر التصحر ونقص الغذاء بسبب تقلص الإنتاج الزراعي نتيجة الظروف المناخية القاسية، حتى الدول المتقدمة، التي لطالما اعتقدت أنها في مأمن، ستجد نفسها عاجزة عن احتواء تداعيات الاحتباس الحراري المتزايد.

ورغم هذه التحذيرات، لا تزال الانبعاثات الكربونية تتزايد بمعدلات غير مسبوقة، مما يجعل تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ، الذي يهدف إلى خفض الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية، أمرًا بعيد المنال.

ومع ذلك، لا يزال هناك أمل قائم، حيث يمكن أن يكون التوسع في مصادر الطاقة النظيفة وفرض سياسات بيئية أكثر صرامة طوق النجاة الأخير، فالمستقبل لم يُكتب بعد، لكن القرارات التي تُتخذ اليوم ستحدد شكل العالم الذي سنتركه للأجيال القادمة.

حذر عادل بن يوسف، الخبير في التغيرات المناخية، من أن 40% من سكان العالم قد يضطرون إلى مغادرة أماكن إقامتهم بسبب التغيرات المناخية المتسارعة، مشيرًا إلى أن هذه المناطق التي كانت صالحة للحياة لآلاف السنين أصبحت مهددة بفعل ارتفاع درجات الحرارة ونقص الموارد الأساسية كالمياه والتربة الخصبة.

 

وشدد “بن يوسف”، خلال تصريحات تلفزيونية له عبر شاشة “القاهرة الإخبارية”، على أن تأثيرات التغيرات المناخية تمتد إلى البشر والكائنات الحية كافة، حيث أدت إلى زيادة حرائق الغابات، انقراض بعض الأنواع، واضطراب المحيطات نتيجة ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، موضحًا أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي، مما يزيد من أزمات الغذاء والمياه.

وأشار إلى أن العالم تجاوز الحد الأدنى لارتفاع الحرارة الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ (1.5 درجة مئوية)، مشيرًا إلى أن الأوضاع ستزداد سوءًا في أقل من 15 عامًا، مؤكدًا أن أحد أكبر التحديات في مواجهة الأزمة هو الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري، حيث لم تحقق الدول الكبرى أي تقدم حقيقي في توسيع استخدام الطاقة المتجددة. 

وتابع: “فرغم القرارات التي خرجت بها قمة المناخ في دبي، إلا أن العالم لا يزال يعتمد على الوقود الأحفوري، مما يزيد الوضع تعقيدًا”، موضحًا أن التكيف مع هذه التغيرات يتطلب استثمارات مالية هائلة، مشيرًا إلى أن الدول الغنية والصناعية قادرة على التكيف، بينما تواجه الدول الفقيرة تحديات أكبر بسبب قلة الإمكانيات. 

وأكد أن الشرق الأوسط وأفريقيا قد يكونان نموذجًا في التكيف، حيث اعتادت هذه المناطق على التعايش مع الحرارة المرتفعة وشح المياه، محذرًا من أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤثر بشدة على المناطق الساحلية، مسببًا أضرارًا للبنية التحتية واختلالًا في النظم البيئية، مما يستلزم استثمارات ضخمة لحماية هذه المناطق من الغرق.