بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فتاوى الصائمين (4)

هل مريض ألزهايمر يجب أن يصوم.. وهل عليه فدية إذا أفطر؟

بوابة الوفد الإلكترونية

يُثير مرض ألزهايمر تساؤلات كثيرة، خاصة حول الصيام في شهر رمضان، وقد أوضح الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية والمستشار الأكاديمي السابق لمفتي الجمهورية، حكم صيام مريض ألزهايمر، وما إذا كان يجب عليه دفع الفدية في حال إفطاره.

حالات مريض ألزهايمر وحكم الصيام

قال الدكتور عاشور أن مرض ألزهايمر يختلف من شخص لآخر، حيث إنه يمر بمراحل ودرجات متباينة، وكل درجة لها حكم شرعي خاص فيما يتعلق بالصيام.

إذا كان المريض لا يزال يحتفظ بقدر من الوعي والإدراك، لكنه يعاني من النسيان المتكرر، فإنه في هذه الحالة يظل مكلفًا بالصيام طالما أنه قادر عليه. وإذا تناول الطعام أو الشراب ناسيًا، فلا حرج عليه، ويكمل صومه، استنادًا إلى قول النبي ﷺ:"مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ".
(رواه البخاري ومسلم)

كما استشهد بحديث آخر للنبي ﷺ:"رُفِعَ عن أُمَّتِي الخطأُ والنِّسْيانُ وما استُكْرِهُوا عليه"
(رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه الألباني)

وهذا يعني أن مريض ألزهايمر إذا أفطر بسبب النسيان فلا يؤاخذ بذلك، لكن يجب على من حوله تذكيره بالصيام قدر الإمكان.

إذا كان المريض قد وصل إلى مرحلة متقدمة من المرض بحيث لا يعي من حوله ولا يستطيع تمييز أقرب الناس إليه، فإن هذا يعد نوعًا من الخرف الذي يزيل الإدراك والعقل. وفي هذه الحالة، يسقط عنه التكليف بالصيام لانتفاء شرط العقل، وهو أحد الشروط الأساسية لوجوب الصوم، وبالتالي لا يجب عليه صيام ولا فدية، لأنه غير مكلف أصلًا.

حكم صيام أصحاب المهن الشاقة والمرضى في رمضان

في سياق متصل، تحدث الدكتور محمد عياد، مفتي الجمهورية، عن حكم صيام أصحاب المهن الشاقة خلال شهر رمضان، موضحًا أن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج عن المسلمين.

وأكد أن المريض الذي يشق عليه الصيام يجب عليه الالتزام بتعليمات الطبيب، فإن نصحه بعدم الصيام وجب عليه الإفطار، على أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد انتهاء الشهر الكريم، وذلك استنادًا إلى القاعدة الفقهية التي تنص على أن "المشقة تجلب التيسير".

أما بالنسبة لأصحاب المهن الشاقة الذين يجدون صعوبة بالغة في الصيام بسبب طبيعة عملهم، فقد أوضح المفتي أنه إذا كان بإمكانهم تعويض الصيام في وقت لاحق، وجب عليهم القضاء. أما إذا تعذر عليهم ذلك بسبب طبيعة عملهم المستمرة، جاز لهم الإفطار مع إخراج الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم يفطرونه فيه.

الشريعة قائمة على التيسير

اختتم الدكتور عياد حديثه بالتأكيد على أن الإسلام دين يسر لا عسر، وأن الله سبحانه وتعالى لم يفرض الصيام إلا على من يقدر عليه دون ضرر، فقال تعالى:"فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"
(البقرة: 184)

وبذلك، فإن مريض ألزهايمر المتقدم الذي لا يعي شيئًا غير مطالب بالصيام أو الفدية، بينما من يعاني فقط من النسيان يمكنه الصيام مع العفو عما ينساه، وأصحاب المهن الشاقة والمصابون بأمراض تمنعهم من الصيام عليهم الرجوع للطبيب الشرعي والالتزام بتوجيهاته.