بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رمضان حول العالم (1)

رمضان في إندونيسيا.. الاستحمام الجماعي في الينابيع المقدسة وقرع الطبول العملاقة

بوابة الوفد الإلكترونية

يتميز شهر رمضان في إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، بطابع فريد يجمع بين العبادات والاحتفالات والعادات الشعبية التي تعكس التنوع الثقافي للبلاد، وعلى الرغم من أن كثيرًا من الطقوس تشترك مع باقي الدول الإسلامية، إلا أن بعض العادات قد تبدو غريبة وغير مألوفة، سواء في استقبال الشهر الكريم أو خلال أيامه ولياليه.

1- "بادوسان".. الاستحمام الجماعي لتطهير الروح قبل رمضان

في بعض المناطق الإندونيسية، خصوصًا في جاوة الوسطى، يتبع السكان طقسًا يُعرف باسم "بادوسان"، وهو عبارة عن استحمام جماعي في الينابيع الطبيعية أو في الأنهار، اعتقادًا بأن ذلك يساعدهم على تطهير أرواحهم واستقبال رمضان بنقاء نفسي وجسدي. يُعد هذا الطقس تقليدًا قديمًا متوارثًا من العادات الجاوية، ويمارسه العديد من المسلمين في المناطق الريفية.

2- "نغابوبوريت".. التجول والاستمتاع قبل الإفطار

 

خلافًا للعادات في بعض الدول الإسلامية حيث يميل الناس للراحة قبل الإفطار، يمارس الإندونيسيون تقليدًا فريدًا يسمى "نغابوبوريت"، وهو التجول في الشوارع والأسواق أو الذهاب إلى الشواطئ والحدائق في الساعات الأخيرة قبل المغرب. وخلال هذه الجولة، يقومون بشراء الحلويات الرمضانية أو حضور عروض ثقافية وترفيهية تنظمها المساجد والمراكز الاجتماعية.

3- "بونغاسان".. تحطيم جوز الهند على رؤوس الشباب!

 

من أغرب العادات في بعض المناطق الإندونيسية، وخاصة لدى قبائل مينانغكاباو في سومطرة، عادة تُعرف باسم "بونغاسان"، حيث يقوم كبار السن بكسر جوز الهند على رؤوس الشباب! يُعتقد أن هذا الفعل يرمز إلى القوة والصبر والاستعداد لتحمل مشقة الصيام، كما يُقال إنه يجلب الحظ السعيد للشخص الذي يتحمل الضربة دون أن يتألم!

4- "أوبوغ-أوبوغ".. طقوس الطبول لإيقاظ السحور

بدلًا من المناداة التقليدية للسحور، يعتمد الإندونيسيون على طقس "أوبوغ-أوبوغ"، حيث يخرج الأطفال والشباب إلى الشوارع حاملين الطبول والمصابيح التقليدية، ويقرعون الطبول بطريقة إيقاعية مميزة لإيقاظ الناس للسحور. هذا التقليد يجعل من السحور وقتًا ممتعًا ومليئًا بالحيوية، ويعد من أكثر الممارسات الرمضانية التي يحبها الأطفال.

5- "مالام لايك ليك" .. موكب الفوانيس احتفالًا بقدوم رمضان

في الليلة التي تسبق أول يوم من رمضان، تخرج مواكب ضخمة في معظم المدن، تُعرف باسم "مالام لايك ليك"، حيث يحمل الأطفال والشباب فوانيس ضخمة مصنوعة يدويًا ويجوبون بها الشوارع في أجواء احتفالية مليئة بالفرح. يهدف هذا التقليد إلى الإعلان عن قدوم الشهر الكريم ونشر البهجة في الأحياء السكنية.

6- "بوكا بواسا بيساما".. موائد الإفطار الجماعية على الطرقات

يحرص الإندونيسيون على إفطار جماعي يُعرف باسم "بوكا بواسا بيساما"، حيث يفرشون الموائد في الشوارع والساحات العامة، ويجلس عليها جميع المارة بلا تفريق بين غني وفقير. هذه العادة تعكس روح التكافل الاجتماعي، حيث يتشارك الجميع في تناول الأرز والموز والمشروبات التقليدية، وأشهرها "تاجيل" المصنوع من التمر وحليب جوز الهند.

7- "كيران رمضان".. استعراض الدمى العملاقة في الشوارع

في بعض المناطق، وخاصة في جاكرتا وسومطرة، يتم تنظيم استعراضات ضخمة للدمى العملاقة التي تمثل شخصيات دينية وتاريخية، حيث يتجمع الناس لمشاهدة العروض التي يرافقها عزف الموسيقى التقليدية.

8- "نيابي".. اعتكاف روحاني في العشر الأواخر

على غرار الاعتكاف في المساجد، تمارس بعض المجتمعات الإندونيسية طقس "نيابي"، حيث يذهب بعض الأفراد إلى أماكن منعزلة في الغابات أو الجبال للتأمل والعبادة، معتقدين أن هذه العزلة تمنحهم فرصة للتقرب من الله بعيدًا عن مشاغل الحياة اليومية.

رمضان في إندونيسيا.. مزيج من العبادة والفرح

يظل شهر رمضان في إندونيسيا موسمًا استثنائيًا يجمع بين التقاليد الإسلامية والعادات المحلية، حيث يمتزج التدين بالاحتفال، وتتحول المدن إلى ساحات مليئة بالأنشطة الروحانية والترفيهية التي تعكس التنوع الثقافي والديني الفريد لهذا البلد الإسلامي الكبير.