الاحتلال يدفع بجرافات لهدم البيوت في الضفة الغربية

ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم السبت، أن جيش الاحتلال دفع بجرافات ثقيلة إلى مخيم نور شمس بطولكرم لتنفيذ عمليات هدم واسعة.
ويأتي ذلك في ظِل الحملة الإسرائيلية المُستمرة على الضفة الغربية منذ أسابيع باتفاقٍ بين جيش الاحتلال والمستوطنين.
وتأتي التحركات الإسرائيلة في الضفة بهدف إجبار سُكانها الأصليين على مُغادرتها إرضاءَ لليمين المُتطرف.
تواصل إسرائيل سياسة الهدم الممنهج للمنازل والمنشآت الفلسطينية في الضفة الغربية، في إطار توسعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة على الأرض. تستهدف هذه العمليات منازل الفلسطينيين، وآبار المياه، والمدارس، والبنى التحتية، مما يؤدي إلى تهجير العائلات وتشريد السكان، لا سيما في المناطق المصنفة (ج) وفق اتفاقية أوسلو، حيث تسيطر إسرائيل بالكامل على التخطيط والبناء.
اقرأ أيضًا.. تقرير عبري: الأسرى الإسرائيليون فقدوا 30% من أوزانهم
اقرأ أيضًا: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
تستخدم إسرائيل عدة ذرائع لتبرير عمليات الهدم، مثل عدم وجود تصاريح بناء، رغم أن السلطات الإسرائيلية نادرًا ما تمنح الفلسطينيين هذه التراخيص. كما تلجأ إلى هدم المنازل كإجراء عقابي ضد عائلات الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال، في انتهاك واضح للقانون الدولي الذي يحظر العقاب الجماعي.
الهدم الإسرائيلي له تداعيات إنسانية واقتصادية خطيرة، إذ يحرم آلاف الفلسطينيين من مأواهم، ويؤدي إلى فقدان مصادر رزقهم، كما يعيق تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في القرى والمدن الفلسطينية. وقد وثقت منظمات حقوقية، مثل "بتسيلم" و"هيومن رايتس ووتش"، ارتفاع وتيرة عمليات الهدم، خاصة بعد تصاعد التوترات في السنوات الأخيرة، حيث تستخدم إسرائيل هذه السياسة كوسيلة لفرض الضغوط على الفلسطينيين ودفعهم إلى الهجرة القسرية.
على المستوى الدولي، تُعد هذه الممارسات انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر تدمير الممتلكات الخاصة في الأراضي المحتلة. ورغم الإدانات المتكررة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن إسرائيل تواصل تنفيذ هذه السياسة دون محاسبة حقيقية.
في ظل غياب تحرك دولي فعال، يستمر الفلسطينيون في مقاومة هذه الانتهاكات عبر التمسك بأراضيهم وإعادة بناء ما تهدم، إلى جانب اللجوء إلى الهيئات الدولية لمحاسبة إسرائيل على هذه الجرائم التي تعمّق مأساة الشعب الفلسطيني وتعيق أي جهود لإحلال السلام العادل في المنطقة.