الطقس المتقلب يسبب ظاهرة التنفيل.. كيف يمكن للمزارعين الحد من تساقط الأزهار؟
أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن حالة الطقس غير المستقرة التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة تسببت في ظاهرة "التنفيل" أو تساقط زهر الفول، موضحًا أنه من المتوقع أن يستمر هذا التذبذب في الطقس خلال الأيام المقبلة، مما يستدعي اتباع بعض التوصيات الزراعية الهامة لتجنب الخسائر في المحصول.
تحذير من الإسراف في الري:
حذر فهيم من الإسراف في الري، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة الرطوبة في التربة بشكل مفرط، ما يتسبب في اختناق الجذور ويؤدي إلى تساقط الأزهار، كما أشار إلى أن عدم انتظام الري، سواء بزيادة كمية المياه أو تعريض المحصول للجفاف، يسهم في حدوث هذه المشكلة.
وأضاف، أن من بين الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التنفيل، الإسراف في استخدام التسميد النيتروجيني، خاصة اليوريا، دون الاهتمام بالتسميد الفوسفاتي أو البوتاسي بالمعدلات المطلوبة، بالإضافة إلى نقص حاد في العناصر المغذية مثل الكالسيوم والبورون.
وشدد فهيم على ضرورة التوقف عن التسميد الأزوتي تمامًا، واستخدام نترات الكالسيوم بدلاً منه. كما أوصى بإضافة 4 إلى 5 لترات من حامض فسفوريك مع الري، وفي حالة الري بالتنقيط، يجب استخدام 10 لترات للغمر. كما يمكن رش النباتات بمعدل 2 كجم للفدان من مركب عالي الفسفور (ماب).
وأوضح، أنه من الضروري إجراء رشة صباحية باستخدام خليط من 400 جرام طحالب بحرية، 500 جرام من العناصر عالية الماغنسيوم والمنغنيز والحديد، مع 25 سم سيتوكينين لكل 300 لتر ماء للفدان، تليها رشة بالكالسيوم بورون بمعدل 1.5 إلى 2 سم لكل لتر. كما يجب مكافحة الآفات الفطرية والحشرية فورًا لضمان صحة المحصول.
ظاهرة "التنفيل" أو تساقط زهر الفول: أسبابها وآليات مواجهتها:
تشهد الأراضي الزراعية في مختلف أنحاء مصر في هذه الأيام ظاهرة ملحوظة تُعرف بـ"التنفيل" أو تساقط زهر الفول، وهي مشكلة يعاني منها العديد من المزارعين في مختلف المحاصيل البقولية، وبالأخص الفول، والذي يُعد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في مصر، وقد أرجع الخبراء الزراعيون هذه الظاهرة إلى التقلبات الجوية الأخيرة وتغيرات الطقس غير المستقرة، إضافة إلى بعض الممارسات الزراعية الخاطئة التي تؤثر سلبًا على صحة المحصول.
ما هي ظاهرة التنفيل؟:
تعد ظاهرة التنفيل هي تساقط الأزهار غير الملقحة من النبات بعد فترة قصيرة من تفتحها، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض في نسبة الإثمار وبالتالي انخفاض الإنتاجية، وعلى الرغم من أنها قد تحدث بشكل طبيعي في بعض الأحيان، فإن تكرارها وزيادتها يشير إلى وجود عوامل بيئية أو زراعية غير متوازنة تؤدي إلى زيادة نسبة التساقط.
أسباب ظاهرة التنفيل:
1. التقلبات المناخية: تعتبر التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة التنفيل. فقد شهدت البلاد خلال الفترة الماضية تقلبات جوية، من بينها ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفاجئ، مما يعرض الأزهار للتلف ويؤدي إلى سقوطها قبل أن تكتمل عملية التلقيح.
2. الإسراف في الري: من الممارسات الزراعية الخاطئة التي تسهم في حدوث التنفيل هي الإسراف في الري. حيث يؤدي زيادة نسبة الرطوبة في التربة إلى اختناق جذور النبات، ما يعطل عملية امتصاص العناصر الغذائية ويزيد من نسبة تساقط الأزهار.
3. عدم انتظام الري: زيادة المياه أو فترات العطش الشديد تؤدي إلى تذبذب عملية النمو، ما يسبب ضعف النبات وفقدان الأزهار.
4. الإفراط في التسميد النيتروجيني: يعتقد البعض أن التسميد الكثيف بالأزوت يمكن أن يعزز نمو النبات، ولكن الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية مثل اليوريا قد يؤدي إلى إجهاد النبات وعدم قدرته على تحمل التغيرات المناخية، مما يزيد من التساقط المبكر للأزهار.
5. نقص العناصر الغذائية: نقص بعض العناصر الهامة مثل الكالسيوم والبورون يؤثر بشكل كبير على عملية تماسك الأزهار، مما يؤدي إلى تفتتها وسقوطها.
التوصيات لمواجهة ظاهرة التنفيل:
1. تنظيم الري: يجب على المزارعين تجنب الإسراف في الري أو فترات العطش الطويلة. من الأفضل اتباع الجدول المناسب للري الذي يحافظ على توازن الرطوبة في التربة ويساعد في تقوية الجذور.
2. التوقف عن التسميد الأزوتي: ينصح الخبراء الزراعيون بتقليل استخدام الأسمدة النيتروجينية والتوقف عن التسميد الأزوتي تمامًا في هذه المرحلة. بدلاً من ذلك، يجب استخدام نترات الكالسيوم التي تسهم في تقوية الخلايا وتعزيز مقاومة النبات للتغيرات المناخية.
3. إضافة الأسمدة المناسبة: من الأفضل إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية المفقودة، لتقوية النباتات وتحفيزها على النمو السليم، خاصة في مرحلة الإزهار.
4. استخدام أساليب الرش الصحيحة: من التوصيات الهامة الرش بمخاليط تحتوي على طحالب بحرية وعناصر مغذية غنية بالمغنسيوم والمنغنيز والحديد، مما يساهم في تعزيز صحة النبات.
5. مكافحة الآفات: يجب الاهتمام بمكافحة الآفات الحشرية والفطرية فورًا، حيث إن هذه الآفات تساهم في تدهور صحة النبات وتزيد من تساقط الأزهار.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية للظاهرة:
تعد ظاهرة التنفيل بمثابة تحدي كبير للمزارعين، حيث تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتراجع العوائد الاقتصادية لهم. وعلى الرغم من أن الفول يعد من المحاصيل الهامة التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي في مصر، إلا أن تعرضه لهذه الظاهرة يؤثر على كمية المحصول وجودته، مما يؤثر بشكل مباشر على المزارعين ويزيد من تحدياتهم الاقتصادية.
وفي السياق ذاته، تزداد أهمية التوعية الزراعية وتقديم المشورة الفنية للمزارعين من قبل الخبراء الزراعيين، من خلال تنظيم ندوات إرشادية في مختلف المناطق الزراعية لمساعدتهم على التعرف على أسباب المشكلة وكيفية التعامل معها بفعالية