بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كيف يصل الإنسان إلى مقام الإحسان؟

بوابة الوفد الإلكترونية

مقام الإحسان هو أعلى درجات الإيمان، حيث يصل العبد إلى عبادة الله كأنه يراه، فإن لم يستطع، فيستشعر مراقبة الله له في كل أفعاله. 

 

وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الصحابي حارثة بن مالك رضي الله عنه أنه قال له: «كيف أصبحت يا حارثة؟» فأجاب: «أصبحت مؤمنًا حقًّا». فسأله النبي عن حقيقة قوله، فأجاب بوصف مشاعره تجاه الآخرة وكأنه يراها بعينه، فقال له النبي: «أبصرت فالزم»، أي أنه وصل إلى مقام الإحسان، حيث أنار الله قلبه بالإيمان.

يرى العلماء أن مقام الإحسان يبدأ باستكمال الإيمان، وهو يتفاوت بين الناس بحسب قوة إيمانهم واستغراقهم في العبادة. فكما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

كيف يصل الإنسان إلى مقام الإحسان؟

يؤكد العلماء أن الطريق إلى الإحسان يبدأ بالإيمان القوي، والانشغال بالعبادة بخشوع وتدبر، مع دوام الذكر والتأمل، والالتزام بالأعمال الصالحة حتى تصبح جزءًا من شخصية المؤمن. يقول صاحب كتاب حجة الله البالغة إن الإنسان إذا واظب على العبادة بحق، فإن قلبه يتغير وتتسامى صفاته من صفات بشرية إلى صفات روحانية أقرب للكمال.

يُقسِّم العلماء الإحسان إلى مقامين:

  1. مقام المراقبة: حيث يشعر العبد أن الله يراه في كل أفعاله، فيحسن أعماله ويتجنب المعاصي.
  2. مقام المشاهدة: وهو الإحساس العميق بوجود الله وكأن العبد يراه بعينيه، فيمتلئ قلبه باليقين والخشوع.

ومن ثمار الإحسان نيل رضا الله، حيث يقول تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: 26]، وقد فسَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله الكريم في الآخرة.

إذًا، الإحسان ليس مجرد درجة إيمانية، بل هو منهج حياة يجعل الإنسان في سكينة دائمة، مستشعرًا قرب الله في كل لحظة، مما ينعكس على سلوكه وأخلاقه، فيحيا حياة طيبة في الدنيا والآخرة.