بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"تزوجت أكثر من مرة.. مع أي زوج سأكون في الجنة؟".. الأزهر يُجيب

بوابة الوفد الإلكترونية

 تساءلت سيدة عن مصيرها في الآخرة بعد أن تزوجت مرتين، حيث وجهت سؤالها إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى، قائلة: "إذا تزوجت أكثر من مرة، مع أي زوج سأكون في الجنة؟"، وهو استفسار يشغل أذهان الكثير من النساء اللاتي مررن بتجربة الزواج أكثر من مرة.

الأزهر يوضح.. آراء فقهية متعددة:

 جاء الرد من الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال استضافتها في برنامج "حواء"، المذاع على قناة "الناس". وأكدت أن هذا الموضوع من الأمور الغيبية التي لم يُحسم الجواب عنها بشكل قاطع، بل تعددت فيه اجتهادات الفقهاء، حيث وردت ثلاثة آراء رئيسية:

 

1. الرأي الأول: المرأة مع آخر أزواجها:
  استند بعض العلماء إلى حديث الصحابي حذيفة بن اليمان، الذي قال لزوجته: "إذا أردتِ أن تكوني معي في الجنة، فلا تتزوجي بعدي". ومن هذا الحديث استنتج بعض الفقهاء أن المرأة ستكون مع آخر رجل عقد عليها في الدنيا، خصوصًا إذا لم تتزوج بعده.


2. الرأي الثاني: المرأة مع أحسن أزواجها خلقًا:
 رأي آخر يذهب إلى أن المرأة لن تكون مرتبطة بترتيب الزواج، بل ستُمنح في الجنة للأفضل خلقًا بين أزواجها. وهذا يتماشى مع مفهوم أن الجنة دار النعيم، حيث سيختار الإنسان كل ما يحقق له السعادة المطلقة.


3. الرأي الثالث: المرأة مُخيرة في الجنة:
  هناك فريق آخر من الفقهاء استند إلى قوله تعالى: "لهم ما يشاءون فيها" (الزخرف: 71)، موضحين أن الإنسان في الجنة سيُمنح ما يشتهيه، مما يعني أن المرأة ستكون مخيرة في اختيار الزوج الذي ترغب في أن تكون معه.

 

هل يهم هذا السؤال في الآخرة؟:

 أكدت هبة أن الجنة دار النعيم المطلق، حيث لا يوجد فيها حزن أو تعب، كما ورد في وصف النبي ﷺ لها. وأضافت أن طبيعة الناس في الجنة ستكون مختلفة تمامًا عن الدنيا، فلن تكون هناك مشاعر الغيرة أو الألم أو الندم، بل ستكون كل الأمور قائمة على السعادة التامة.

 وأوضحت، أن من الأفضل للإنسان التركيز على الأعمال الصالحة في الدنيا لضمان دخول الجنة، بدلًا من الانشغال بتفاصيل الأمور الغيبية، لأن الله سبحانه وتعالى أعد للمؤمنين فيها ما تقر به أعينهم وما لم يخطر على قلب بشر.

 

 مسألة مصير المرأة في الجنة بعد تعدد زواجها ليست محسومة، بقول واحد، بل تتعدد فيها الآراء الفقهية بين أنها ستكون مع آخر أزواجها، أو مع أحسنهم خلقًا، أو ستكون مخيرة. لكن الأهم من ذلك هو أن الجنة مكان للسعادة المطلقة، حيث سيمنح الله سبحانه وتعالى عباده ما يحقق لهم النعيم الأبدي دون أن يكون هناك أي حزن أو قلق.

نصيحة الأزهر:

 في الختام، شددت الدكتورة هبة إبراهيم على أن التركيز في الدنيا يجب أن يكون على العمل الصالح، والتقرب إلى الله، والسعي للفوز بالجنة، لأن التفاصيل الغيبية ستكون وفق حكمة الله ورحمته الواسعة التي تضمن لكل إنسان ما يسعده ويرضيه في الآخرة.