خبير عسكري: ترامب يضرب قدميه بالرصاص بالتفكير في قطع مساعدات مصر والأردن

كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حديثه عن اقتراحه بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، مشيرًا إلى أن هذه المرة ألمح إلى إمكانية قطع المساعدات عن البلدين إذا لم يقبلا بتنفيذ مخططه.
وتعتبر المعونة الأمريكية مبلغًا ثابتًا سنويًا تتلقاه مصر من الولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.
اللواء الدكتور سيد غنيم، الخبير العسكري والاستراتيجي، نوه إلى أن هناك نقطة مهمة جدًا يجب توضيحها، فهناك فرق بين اتفاقية السلام وبين كون مصر حليفًا استراتيجيًا مع دول أخرى خارج الناتو، وأن تهديد ترامب بقطع المساعدات يبدو وكأنه يطلق النيران على قدميه.
ونوه إلى أن المساعدات الأمريكية لمصر ليست مرتبطة قانونيًا باتفاقية السلام، حيث لا يوجد بند في الاتفاقية يتعلق بالتحالف الاستراتيجي أو بالمساعدات.
ولفت خلال حواره مع قناة "المشهد إلى أنه إذا قررت مصر أو إسرائيل أو أي دولة أخرى إلغاء الاتفاقية أو تهديدها، فهذا حقها، أما البدائل المتاحة، فأهمها البديل الأول وهو ضرورة الملاحظة أن المساعدات الأمريكية لم تعد كما كانت في الثمانينات والتسعينات، حاليًا، تبلغ المساعدات العسكرية لمصر حوالي مليار دولار، والتي تشمل الأمن الفني وتأمين سيناء ضد الإرهاب وتأمين الحدود.
وأكد أنه من المهم ربط هذه المساعدات بالأهداف الاستراتيجية الأمريكية، حيث تؤثر هذه المساعدات على الأهداف الأمريكية من جهة وعلى الاقتصاد الأمريكي من جهة أخرى.، إذا تم حرماني من التأمين الفني، سأضطر للبحث عن بدائل، سواء من دول أخرى أو من خلال تعزيز القاعدة الصناعية المحلية.
وتابع: "إذا لم أتمكن من الحصول على قطع الغيار من الولايات المتحدة، سأبحث عن بدائل من دول أخرى. على سبيل المثال، الطائرة رافال التي نشتريها من فرنسا، حيث تم تصنيع جزء منها في الولايات المتحدة، لكن فرنسا بدأت في تصنيع هذا الجزء بنفسها بعد أن رفضت أمريكا تزويدنا به.
وأكمل: "إذا تم قطع المساعدات، فإن الخاسر الأكبر سيكون الولايات المتحدة، حيث ترتبط عناصر التأمين بأهدافها الاستراتيجية في المنطقة، مثل تأمين المسارات البحرية ومكافحة الإرهاب.
وشدد على أنه من الواضح أن الرئيس الأمريكي يدرك أن تنفيذ هذه التهديدات سيكون له عواقب عكسية على بلاده قبل أن يؤثر على مصر والأردن، ذاكرا أنه يجب أن نفهم أن الولايات المتحدة تعتمد على هذه المساعدات لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، وأن ترامب، كالتاجر، قد يخسر إذا لم يفكر استراتيجيًا.
قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، إن الرئيس ترامب لا يملك ولن يستطيع أن ينفق أموالًا أو يرسل جنودًا إلى قطاع غزة، حيث توجد خطوط حمراء بالنسبة لقناعاته ولأمريكا، وبالتالي، لا يوجد جنود قادمون ولا أموال ستدفع.
ولفت إلى أنه بالنسبة لمصر والأردن، فإنهما تتلقيان مساعدات اقتصادية وعسكرية مرتبطة بمعادلة السلام منذ عام 1979، مشددا على أن مصر لن تقبل المعاهدات إلا في إطار معاهدة السلام.
وتابع: “إذا كان يريد إلغاء المعاهدات، فعليه أن يقبل أي قرار مصري مرتبط بذلك، وإذا قطع المساعدات، لن يقطع المساعدات، ولن يتدخل في الشؤون الداخلية المصرية، مثل مسائل الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان”.
ولفت إلى أن الرئيس ترامب أنهى كل ما حدث في أمريكا منذ عهد الرئيس ويلسون عام 1918، حيث كانت الولايات المتحدة تقدم نفسها كوجه إنساني جديد في العالم.
وأشار إلى أن حجج حقوق الإنسان والحريات ليست في قاموس الرئيس ترامب أو حزب الجمهوري، وإلا لكان قد فعل شيئًا مع كوريا الشمالية، منوها إلى أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية مثل كوريا الشمالية وروسيا، فإن مصر والأردن ليستا بنفس القوة العسكرية، مواصلا: “لكنني أكرر أن إسرائيل هي الرهينة في هذه المنطقة”.
وواصل: “إذا كان الرئيس ترامب يريد إلغاء معادلة السلام بين مصر وإسرائيل، فعليه أن يتحمل تبعات ذلك، والتي تظهر في تاريخنا الحديث بين مصر وإسرائيل”.
وأكد خلال حواره مع قناة الغد، أنه إذا كان يريد الضغط على المملكة الأردنية وتهديد وجودها، فإن المملكة مهددة، ومصر مهددة بأمنها القومي، إذا كان يريد من هذه الدول أن تتقبل أوهامًا معينة، فإن الرئيس ترامب قد يضغط من خلال المؤسسات الدولية الاقتصادية لتخفيض جزء من المعونات العسكرية، وهذا حدث سابقًا مع الرئيس بايدن والرئيس أوباما.
وتابع: “لكن إلغاء المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر المبنية على أساس معاهدة السلام يعني أن الرئيس ترامب يعلن انتهاء معاهدة السلام أو معاهدة وادي عربة”.