القديس أنطونيوس..صاحب الأثر الباقي في الكنيسة القبطية

احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية بذكرى القديس الأنبا أنطونيوس الكبير، المعروف عالميُا بـ"أب الرهبان"، ويؤول إليه الفضل في اكتشاف الحياة الديرية، وأصبحت مصر منبع ومصدر هذا الفكر للعالم المسيحي.
عاش الأقباط الفترة المنصرمة أيام تعرف بـ"النهضة الروحية" للقديس أنطونيوس والتي استغرقت عدة أيام تضمنت فيها القداسات والعظات الروحية والدروس الدينية بجميع الكنائس وخاصة الكنائس التي تحمل شفاعة هذا القديس الجليل، وتوافد الكثير إلى الإيبارشيات لإحياء ذكرى هذه الشخصية المؤثرة التي كتبت حروف الرهبنة الأولى مرت بمراحل متنوعة وارتبطت بفس وعقيدة مسيحية في مذاهب وطوائف مسيحية حول العالم وليس في مصر فقط.
وتتضمن فترة النهضة الروحية اقامة القداسات الإلهية والعظات واللقاءات الروحية المسائية بمشاركة الآباء الأساقفة والكهنة وأحبار الكنيسة في وتحرص على تمجيد وإحياء تذكار هذا القديس الذي منح الكثير للعالم وأفاض علمه وخدمته في الحياة الرهبانية والتراث المصري.
وتُعد مصر صاحبة الريادة في عدة تعاليم لاتزال الكنائس بمختلف طوائفها تتبعها وكان منبعها أرض الكنانة، ومن أبرزها "الرهبنة" التي ارتبطت في أذهان العالم المسيحي بصحراء وادي النطرون والتي عرفت قديمًا بـ"برية شيهيت" ولقبها البعض بـ"أم الرهبنة" نسبةً لما قدمته من فكر رهباني لم يكن يخطر بالأذهان قبل ظهور القديس الأنبا أنطونيوس الكبير المُلقب بـ"أب الرهبان"، الذي يعتبره المؤرخون صاحب الفضل في نشر هذا الفكر وأول راهب ورد بشكل تفصيلي في التاريخ رغم وجود أعلام سبقته في هذا المعنى الروحي من تعبد وزهد العالم من أجل الصلاة ومناجاة الله في الخلاء.
تاريخ مسيحي عريق على أرض مصر
يروي التاريخ المسيحي سير العديد من الأسماء الذين نذروا أرواحهم إلى الله وتركوا ثرواتهم وأسرهم من أجل التفرغ للعبادات وسط صحراء قاسية، ولكن لمع اسم القديس أنطونيوس لما تخللته سيرته من تفاصيل ودور مؤثر في هذا السياق، فهو أحد الشخصيات المؤثرة التي عاشت بالقرن الثالث الميلادى ووضع أصول الرهبنة التي لاتزال تسير على دربها الشعوب المسيحية رغم تعددها وتنوع ثقافاتها ومرور تغيرات على المجتمعات، ولكن الجوهر لايزال يُنسب إلى أب الرهبان.
وأهدت مصر الكثير على مر العصور من تعاليم والثقافات في المجالات عديدة للعالم وفتحت أبوابها لشعوب الأرض وأحتضن ترابها كل من لجأ إليها وكانت واجهة الآمان للعائلة المقدسة التي فرت هاربة من بطش هيرودس الملك وظلمه، إلى أرض الكنانة، ولا عجب من ذكر اسمها في مواضع كثيرة، فهي مرجع لعدد كبير من التعاليم المسيحية.