اغتيال عادل إمام .. أسرار 4 مخططات كارثية لإنهاء حياة الزعيم تُنشر لأول مرة (تفاصيل)

احتل الزعيم عادل إمام حديث الجمهور خلال الساعات الأخيرة بعد عرض منصة "شاهد" وقناة العربية فيلمًا وثائقيًا يكشف لأول مرة، أسرارًا خفية عن حياته الشخصية وتفاصيل محاولة اغتياله على يد الجماعات الإرهابية في عام 1994، الأمر الذي أثار صدمة الجمهور متسائلين عن الأسباب التي دفعتهم للتفكير في إنهاء حياته.
تفاصيل مخطط اغتيال الزعيم عادل إمام
لم تكن هذه المحاولة الأولى أو الأخيرة التي يتعرض فيها الزعيم عادل إمام للاغتيال، بل كان مُستهدفًا بشكل مستمر من قبل الجماعات الإرهابية وأيضا شخصيات شهيرة، فمنذ موقفه عام 1988، ومساندته للمواهب المسرحية، تحديدًا بعدما مُنع عرض لفرقة من الهواة في أسيوط من قبل جماعة من المتطرفين، الذين هاجموا الفرقة، وأوقفوا العرض بالعنف.

وسرعان ما اتخذ الزعيم عادل إمام موقفًا واضحًاً ضد هذه الجماعات الإرهابية، حيث توجه لمحافظة أسيوط، ليقدم عرض مسرحية "الواد سيد الشغال" هناك، ويعطي إيراد العمل للشباب الذين تم وقف عروضهم، ذلك الموقف الذي اعتبروه حينها انتصاراً واضحاً لقيم الفن، وردًا صاعقًا على الجماعات الإرهابية، التي لم تنس هذا الموقف للزعيم.
على صعيد آخر، كشف الماكيير محمد عشوب، أيضًا عن محاولة أخرى لاغتيال الزعيم عادل إمام في ليبيا، بعدما شعر المقربين من الرئيس الليبي وقتها معمر القذافي، أن عادل إمام يقصد من خلال مسرحيته "الزعيم" تقليد القذافي والسخرية منه، وفكروا حينها في تقديم عرض له للحضور إلى ليبيا وتقديم عرض للمسرحية هناك.

لُحسن حظ النجم عادل إمام، تلقى الماكيير محمد عشوب حينها رسالة تحذيرية المقصود منها هو اغتيال عادل إمام، وسرعان ما لجأ إلى أحد الشخصيات الشهيرة في ليبيا، ليصدر قرار بمنع إقامة أي حفلات هناك، ليتم سجن تلك الشخصية بعد هذا القرار، ليواجه بعدها الزعيم عادل إمام محاولة إغتيال أخرى في عام 1996.
وكشف الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة العربية ومنصة شاهد مساء الجمعة الماضية تحت عنوان (ذاكرة مصرية، وعرض أسرارا لأول مرة عن الزعيم)، تفاصيل المخطط الذي دبرته الجماعات الإرهابية خلف أسوار السجون لاغتيال الزعيم، بعدما وجدوا فيه رمزاً للتحدي ضد موجة أفكارهم الظلامية، من خلال بعض الأعمال الفنية التي قدمها وكان أبرزها فيلم "الإرهابي".
روى محمد كروم العضو السابق بالجماعة الإسلامية والذي كان مُكلفًا بتنفيذ عملية إغتيال عادل إمام، لأول مرة أسرار المهمة، مشيرًا إلى أن الزعيم أصبح حائط صد ومتحدي كبير للجماعة بسبب أعماله ومواقفه، لذلك بدأ التخطيط للتخلص منه عن طريق اغتياله لحظة دخوله مسرح الهرم، عندما كان يقدم عروض أحد أعماله المسرحية.

جاء قرار اغتيال عادل إمام بناءاً على أمر مباشر من عبود الزمر للشاب محمد كروم، بعدما كانوا يفكرون في قتل الشيخ محمد سيد طنطاوي مفتي الجمهورية في ذلك الوقت، وأوضح كروم، أنه تم إلقاء القبض عليه قبل تنفيذ العملية، لكنه لم يعترف بما كان يرغب في تنفيذه، ليتم إيقاف كامل المخطط الذي تم إعداده للتخلص من الزعيم.
كما كشف محمد كروم، خلال وثائقي "عادل إمام.. ذاكرة مصرية" عن تكليفه من قبل القيادي في الجماعة عبود الزمر حين كان في السجن، باغتيال الفنان عادل إمام، مؤكدًا أن الخطة كانت اغتيال شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي مفتي مصر حينها، لموافقته على إعدام قتلة الكاتب فرج فودة، الأمر الذي تراجع عنه الزمر بدعوى تجنب الهجوم الشعبي الواسع بعد قتل مفتي الجمهورية، ثم صدرت بعدها الأوامر باغتيال عادل إمام.

وأشار كروم خلال روايته أنه كان يستغل زيارته لوالده السجين ويتلقى الأوامر من القيادات خلف القضبان، حيث أصدرت الجماعة الإرهابية حينها فتوى بتكفير عادل إمام، مشيرا إلى أن الخطة بدأت بمراقبة الزعيم في محيط مسرح الهرم الذي كان يشهد عرض مسرحية "بودي جارد"، مُضيفًا أنه كان من المقرر بعد رصده لفترة ومعرفة مواعيده أن يتم إطلاق النار عليه أمام المسرح، نظرًا لتجاوزه كل الخطوط الحمراء بعد فيلم "الإرهابي"، وفقًا لما أقرته القيادات الإرهابية.
جدير بالذكر أن وثائقي "عادل إمام.. ذاكرة مصرية" حرص على عرض شهادات حصرية لوزراء ومسؤولين كبار في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وباحثين في الإسلام السياسي، وفنانين ونقاد ولقاءات نادرة مع الزعيم عادل إمام حول كواليس تروى لأول مرة عن حياته منذ أن تربع لـ6 عقود على عرش الفن المصري والعربي، وعلاقته بالسلطة والرئيس مبارك ونجليه جمال وعلاء، وتصديه بالقوة الناعمة للتطرف والمتطرفين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على كواليس زيارته لأسيوط معقل الجماعة الإسلامية، رغم التحذيرات الأمنية في ذلك الوقت.
