نقابة الصحفيين.. ودورها الوطني
أحيانا كانت الحركات الاحتجاجية ومظاهرات الغضب تختفي من الميادين والشوارع المصرية لسبب أو لآخر.. إلا أن نقابة الصحفيين في عبدالخالق ثروت كانت المكان الذي لا يخلو يوماً من مظاهرة أو وقفة.
. كان المقر الدائم لجميع حركات الاحتجاج والتمرد وربما كانت الرائدة في المطالبة بإسقاط النظام منذ سنوات طويلة.. ربما يتذكر البعض يوم انتفاضة الصحفيين في صيف 1995 احتجاجاً علي القانون 93 الشهير بقانون اغتيال الصحافة الذي كان يفرض قيودا مرعبة علي حرية الصحافة والرأي.. كانت الهتافات.. ولم يسلم حينها رأس النظام من الهتاف ضده.. ومنذ هذا اليوم تحولت النقابة إلي مكان يتجمع فيه كل الغاضبين والمتمردين علي الظلم والقمع والفساد.. فالاحتجاج حينها لم يقتصر علي وأد حرية الصحافة بل إن الوقفات الاحتجاجية كانت علي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. وضرب الشعب العربي في غزة وفلسطين ولبنان والعراق.. إن هذه النقابة هي المكان الذي جمع ووحد صفوف كل معارك هدم الفساد والاستبداد.. وفي اعتقادي أن الصحافة التي قدمت رجالا ساهموا بأكبر قدر في كشف فساد عناصر الظلم والاستبداد علي صفحات الصحف.. وقدمت أيضا نوابا فجروا قضايا الفساد والاحتكار تحت قبة البرلمان منذ المرحوم عملاق الصحافة المصرية الأستاذ مصطفي شردي.. ولم تكتف النقابة بذلك بل أحتضنت كل مظاهرات ووقفات الاحتجاج وكانت هي المصدر الأول لثوار ميدان التحرير.. واليوم تضرب نقابة الصحفيين أروع الأمثلة.. فكلما كانت رائدة في هدم الفساد والاستبداد فهي اليوم رائدة في البناء.. فقد أصبحت المكان الوحيد أيضا الذي يشهد ميلاد جميع الأحزاب والائتلافات نحو إعادة البناء.. وفي اعتقادي أن أحداً لا يستطيع أن يزايد