«أسرة فرعون» حكمت «القفص» 30 دقيقة
30دقيقة قضاها مبارك وولداه جمال وعلاء مبارك لخصت أحوال هذه العائلة خلال السنوات الثلاثين الماضية، إذ شهدت
الجلسة التي بدأت في العاشرة و42 دقيقة صباحاً الكثير من اللمحات والإشارات والسكنات والهمسات التي تعبر تماماً كيف كان ثلاثتهم يحكمون مصر ويتحكمون في أهلها. عاد إلي دور رئيس الجمهورية وتعامل مع المحاكمة باستخفاف واضح
تزوير الانتخابات واعتقال الآلاف وعمولات السلاح جرائم تنتظر العقاب |
جمال مبارك.. المغرور |
علاء مبارك.. المهزوز |
تحركات ونظرات جمال مبارك فى قفص الاتهام لم تختلف عن تحركاته ونظراته فى الجولات التى قام بها داخل القرى الأكثر فقراً. عدة علامات فارقة يمكن أن نخرج بها من الظهور الأخير لنجل الرئيس ومشروع الوريث على شاشات التليفزيون قبل أن يقرر المستشار أحمد رفعت عدم إذاعة الجلسات القادمة تليفزيونياً حتى النطق بالحكم. البداية مع وقفته الثابتة داخل القفص، فعلى عكس علاء الذى تحرك كثيراً خلال الجلسة، بدا جمال ثابتاً فى مكانه لا يغير وقفته إلا نادراً وفى أضيق الحدود، وتعمد تجاهل الكاميرا التى كانت تقترب منه بين الحين والآخر تماماً> حتى خلال نطق رئيس المحكمة بالقرارات فى آخر الجلسة لم يبد على نجل الرئيس أى تأثر بها. أما اللقطة الثانية فكانت فى نهاية الجلسة عندما اقترب من القفص والد أحد الشهداء وصرخ فى مبارك: «إن شاء الله إعدام أنت وأولادك» فاستدار فيما جاءت اللقطة الثالثة التى لفتت نظر الجميع عندما نادى أحد أعضاء حملة «إحنا آسفين يا ريس» على نجل الرئيس السابق، مبشراً إياه بالبراءة، وعندها التفت إليه جمال وأشار له بعلامة النصر بنفس اليد التى كان يحمل فيها مصحفاً متوسط الحجم. لم نكن ننتظر من الوريث المنتظر أن يتخلى عن غروره وعجرفته المعتادة بعد 6 أشهر فقط من انهيار حكم والده وضياع حلمه فى وراثة عرشه، لكن الغريب أن يتم التعبير عن هذا الغرور بحركات واضحة ونظرات واثقة. لكن السؤال: هل غرور جمال ثقة فى البراءة فعلاً؟ أم أنه نتاج سنوات طويلة عاش فيها فى نعيم مقيم وفى أجواء لا تورث إلا الغرور؟ أم أن الغرور كان مطلوباً ومزروعاً بالأساس فى شخصيته؟ والواقع هناك مشاهد كثيرة تجيب عن هذه الأسئلة. «تحية لجمال مفجر ثورة التطوير»، كلمات قليلة نطق بها إمبراطور الحديد المحبوس أحمد عز موجهاً كلامه لنجل الرئيس المخلوع فى المؤتمر التاسع للحزب الوطنى، وبعد انتهاء عز من كلمته ضجت قاعة المؤتمرات بالتصفيق لـ«الوريث المنتظر»، وهذا دفعه لأن يضع يده على صدره منحنياً انحناءة صغيرة جداً تتماشى وإمبراطور وسط أتباعه. لم يكن يتصور أحد أن رد جمال مبارك تحية أعضاء الوطنى جاءت مصطنعة ومتكلفة وبتعليمات من بعض خبراء الإتيكيت الذين تم استقدامهم لتعليم جمال مبارك متى يضحك ومتى تخرج منه ابتسامة صغيرة، وكيف يرد على الأسئلة الموجهة إليه بنبرات أصوات تختلف حسب الظرف، وأن يخرج الكلمة بـ«حساب» ولا يدخل فى جدال مع آخرين. كل هذا صنع من جمال مبارك آلة تنفذ طلبات «المدربين الأجانب»، وحتى زواجه الذى تم عام 2009 بشرم الشيخ كان مقصوداً منه تأهيله اجتماعياً> لأن الشعب المصرى لن يتقبل رئيس جمهورية بلا زوجة أو أولاد، خاصة بعدما ترددت شائعات قوية عن عدم قدرة «الوريث» على الزواج بسبب مرض «السرطان» الذى ورثه عن أمه. لم يكن الوريث يحضر أى مناسبة إلا وهب الجميع واقفين لاستقباله حتى عند دخوله سرادقات العزاء لم يكن يستطيع أحد ألا يقف لاستقباله، بل إن هناك تعليمات رئاسية صدرت بإطلاق لقب «السيد» على جمال فى الصحف والفضائيات وداخل الحزب المنحل بدلاً من «الأستاذ» الذى شاع استخدامه فى السنوات الأولى من ظهور جمال.. فلماذا لا يكون مغروراً بعد كل ذلك. |
حضر قتل السادات في المنصة وشارك الجميع بالقوة وشجع «الإسماعيلي» للاختلاف
الغموض الشديد والارتباك كان السمة المميزة دوماً لنجل الرئيس المخلوع الأكبر علاء مبارك، فالرجل الذي بلغ عامه الخمسين كان أول ظهور رسمي له يوم حادث المنصة عندما تواجد في الصف الثالث وشاهد بعينه اللحظة الفارقة التي أنهت حياة وحكم السادات ووضعت والده علي كرسي العرش. |