رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

عصابة سبايس إكس.. كيف أصبح موظفو الشركة السابقون محركًا جديدًا للابتكار الفضائي

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ تأسيسها، لم تكتفِ شركة سبايس إكس بتغيير مشهد السفر إلى الفضاء فحسب، بل أصبحت أيضًا مدرسة لتخريج قادة المستقبل في عالم التقنية والفضاء. اليوم، مجموعة من موظفي سبايس إكس السابقين، الذين يُعرفون الآن بـ”عصابة سبايس إكس”، يقودون شركات ناشئة حققت تمويلًا تجاوز 3 مليارات دولار، مستفيدين من تجربة فريدة في بيئة عمل تحفز على الابتكار والتحمل وتحمل المسؤولية الكاملة عن المشاريع.

أحد أبرز الأمثلة هو نيكيتا إرموشكين، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Airhart Aeronautics، والتي تهدف إلى تصميم طائرات شخصية سهلة الاستخدام تتيح تجربة الطيران لكل شخص. يقول إرموشكين: “في سبايس إكس، تعلمت قيمة المسؤولية القصوى، حيث كنت مسؤولًا عن كل جزء من المشروع من التصميم وحتى الإطلاق. هذا التأهيل جعلني قادرًا على قيادة شركتي الناشئة بثقة”.

أما ماكس بيناسي، المؤسس المشارك لشركة Apex Space، فقد عمل في سبايس إكس لمدة ست سنوات كمهندس رئيسي لأنظمة الدفع. اليوم، تُعد شركته من أكبر الشركات التي تصنع منصات الأقمار الصناعية، وتضم أكثر من 230 موظفًا وتمكنت من جذب استثمارات من كبرى شركات رأس المال المخاطر مثل Andreessen Horowitz و8VC. يوضح بيناسي: “التجربة في سبايس إكس علمتني كيف أتعامل مع أصعب التحديات من خلال تقسيمها إلى أجزاء قابلة للإدارة وتحقيق نتائج ملموسة بسرعة”.

أخوة كارلايل من شركة Argo Space يركزون على استغلال الموارد القمرية لدفع المركبات الفضائية، بينما لورا كرابتري من Epsilon3 تبني برمجيات لإدارة عمليات الهندسة والاختبارات في قطاع الفضاء، مستفيدة من سنوات عملها كمهندسة عمليات مهام في سبايس إكس. كلاهما يشير إلى أن بيئة العمل المكثفة وغير التقليدية ساعدتهم على تطوير عقلية مبتكرة منخفضة الأنا، قادرة على مواجهة التحديات بسرعة وفعالية.

القصص تتنوع بين شركات تعمل على تطوير برامج التصنيع مثل First Resonance، أو الشركات التي تبني سفن فضاء متقدمة لنقل الأقمار الصناعية مثل Impulse Space، إلى تلك التي تتخصص في مراقبة الأرض والبيانات المناخية مثل Muon Space، أو في صناعة مكونات إلكترونية لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل Rebellions. رغم اختلاف المجالات، هناك سمة مشتركة تربط هذه الشركات: ثقافة “الملكية الكاملة” وتحمل المسؤولية والتفكير الابتكاري على أسس علمية.

الاستثمار في هذه الشركات جاء من كبار مستثمري وادي السيليكون وصناديق رأس المال المخاطر العالمية، مثل Lux Capital وFounders Fund وY Combinator، ما يعكس ثقة السوق في قيادات هذه الشركات وقدرتها على الابتكار وتحقيق النمو. فهذه الشركات، مع خبرتها المكثفة في بيئة سبايس إكس، لا تكتفي بالتحرك في حدود المألوف، بل تتحدى القيود التقليدية وتعيد تعريف الإمكانيات في مجالاتها المختلفة.

ومع اقتراب طرح سبايس إكس الأولي للاكتتاب العام المتوقع عام 2026، وقيمتها التي تقدر بـ800 مليار دولار، يصبح من الواضح أن إرث الشركة لن يقتصر على رحلات الفضاء فحسب، بل سيشمل أيضًا تطوير قادة شركات ناشئة تواصل دفع حدود الابتكار في التكنولوجيا والفضاء، ليصبح ما بدأه إيلون ماسك مع PayPal Mafia نموذجًا جديدًا عبر “عصابة سبايس إكس”.

من خلال هذه الشبكة المتنامية من الشركات، يتضح أن ثقافة العمل المكثف والمبادرة والتفكير الحر في سبايس إكس لم تنتهي بانتهاء موظفيها عملهم هناك، بل امتدت لتخلق جيلاً جديدًا من المؤسسين ورواد الأعمال الذين يغيرون قواعد اللعبة في قطاع التكنولوجيا الفضائية والعلمية، ويعيدون تعريف معنى الريادة والابتكار في القرن الواحد والعشرين.