رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

سنن وقوانين قصة أصحاب القرية

بوابة الوفد الإلكترونية

تأتي قصة أصحاب القرية كدرس وعبرة في مواجهة الحق ورفض الدعوة إلى التوحيد، وتُعد هذه القصة من الأمثلة القرآنية التي تُبرز أهمية قول الحق، كما أنها من قصص العبرة للمؤمنين.


قصة أصحاب القرية

ومن سنن الله في الآفاق والأنفس ومن قوانينه في إزهاق الباطل وإحقاق الحق، أن يسخر جنودًا مجهولين لا يعلمهم غيره سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} [الفتح: ٤]، يسخرهم سبحانه لنصرة الحق إذا طغى الباطل، وعز من ينتصرون للحق فإذا هم يظهرون من حيث لا يتوقع أحد ظهورهم، فيكونون للحق نصراء ولو دفعوا في ذلك أرواحهم ومضوا في سبيل الله شهداء؛ ولأن سنن الله لا تتخلف فلن تنتهي أبدًا مواكب الشهداء.

{وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٢٠ ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ} [يس: ٢٠-٢١].

قصة الشهيد

قصة هذا الشهيد تبدأ مع قرية جاءها ثلاثة رسل يدعون قومها إلى عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه من حجر وبشر وشيطان أو نبات، لكن أصحاب هذه القرية كذبوا أول رسول، فجاءهم ثانٍ فكذبوه، فجاءهم الثالث فكذبوه أيضًا، ومعنى هذا أن الحق قد أصبح عاجزًا في مواجهة الباطل وبات بحاجة إلى من يؤيده ومن ينتصر له، وهنا تعمل سنن الله عملها فيخرج شهيد الحق في هذه القرية داعيًا أهلها إلى اتباع المرسلين وتصديقهم والاستجابة لهم.


مخاطبة الرجل بمنطق الحق والهدى

بمنطق الحق والهدى خاطب هذا الرجل الذي جاء ـ كما تحدث القرآن - من أقصى المدينة يسعى، وخاطب قومه معلنًا أنه لا يقبل ما هم عليه من عبادة غير الله، وأنه يعبد الله الذي خلقه، والذي منه البداية وإليه المرجع والمآب.

تحدث القرآن عن أصحاب القرية التي قالت أكثر المصادر إنها "إنطاكية"، تحدث عنها في مفتتح سورة يس معتبرًا حدثها مثلًا يضربه خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم لقومه ليتحفظوا، ويتدبروا ما يمكن أن يحيق بهم من بأس الله إن ظلوا على كفرهم فقال القرآن: {وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ * إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ} [يس: ١٣-١٤].


أين وردت قصة أصحاب القرية

روايات كثيرة تقول إنها "إنطاكية" وإنه كان لها ملك يعبد الأصنام، وإن الرسل الثلاثة الذين أرسلوا إليها كانوا من عند الله.  

يقول ابن كثير في البداية والنهاية: إن القول بأن القرية هي "إنطاكية" ضعيف لأن أهل إنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين، كانت أول مدينة آمنت بالمسيح في ذلك، ولم تكذب رسله ولا أعلنت تشاؤمها منهم ولا هددتهم بالرجم وإنما آمنت، وكانت بذلك إحدى المدن الأربع التي كان فيها بطاركة للنصارى وهي: إنطاكية، والقدس، والإسكندرية، ورومية (روما) ثم بعدها القسطنطينية، ثم إن أهل "إنطاكية" لم يهلكوا بينما أهلك أهل هذه القرية كما سنرى فيما بعد.وبناءً على ما تقدم يكون القول بأن الرسل الذين أرسلوا إلى القرية التي أهلكت هم من أصحاب المسيح قول غير صحيح أيضًا.

ختام قصة أصحاب القرية

تُختتم قصة أصحاب القرية بتأكيد عبرة عظيمة للمؤمنين حول أهمية الاستجابة لدعوة الله والرسل، والتحذير من عواقب الكفر والتكذيب وهذه القصة تمثل نموذجًا لمحطات تاريخية وروحية تعكس موقف الإنسان من الحق والدين، وتشجع على الالتزام بالإيمان والعمل الصالح.