رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

"يا خبر"

مشهد اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لمواطن فلسطيني يحتفل بعيد الميلاد في حيفا مرتديا ملابس"بابا نويل", يستحق أن نتأمله, حيث لخص بشكل واضح موقف حكومة نتنياهو من الدولة الفلسطينية بشكل عام, الجندي الإسرائيلي وهو يعتقل "بابا نويل" قال له: "سنمنعكم من الاحتفال لنحتفل نحن مع عائلاتنا", يقصد احتفالهم بعيد"حانوكا" اليهودي, نبرة جندي الاحتلال وهو يقول بصوت عال "سنمنعكم" ما هي إلا جزء من نبرة نتنياهو: "سنمنعكم من الحياة","سنمنعكم من إقامة دولة فلسطينية", "سنمنعكم من حكم عزة", "سنمتنع عن مغادرة قطاع غزة"  و"الخط الأصفر" هو حدودنا الجديدة ومعروف طبعا أن ما يعرف ب"الخط الأصفر" يلتهم 54% منن قطاع غزة لصالح الاحتلال.    
[مشهد منع الاحتفال في حيفا واعتقال "بابا نويل" جزء من مشهد المنع الإسرائيلي العام عن غزة والضفة ينسجم تماما مع تصريحات نتنياهو الأخيرة و التي تأتي قبل أيام أقل من أسبوع على لقائه ترامب في فلوريدا, تصريحات تفيض بالعداء والكراهية, ورغبة نهمة في الاحتلال, ونية مبيتة لعدم إكمال خطة ترامب, وتنسجم أيضا مع الممارسات الاستيطانية في الضفة والقدس والتصريحات المعلنة من قبل الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سيموترتش و بن غفير بأن كل ما يفعلونه هو ل"منع" قيام دولة فلسطينية اليوم أوغدا.
[الغريب أن كل هذا يحدث على مسمع ومرأى من العالم وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية تعلم ذلك لكنها صامتة, واستغل نتنياهو الصمت الأمريكي عن ملف غزة وانشغال ترامب بقضايا أخرى كالنزاع الروسي الأوكراني، كي يُكمل حربه المتقطعة على القطاع، قتلاً وتدميراً وحصاراً للمساعدات, ولانعلم لماذا يصمت ترامب على نتنياهو حتى اللحظة! وهل بالفعل لديه رد عليه.
[نتنياهو روج في الساعات القليلة الماضية أن حماس هي من تخرق اتفاق وقف اطلاق النار, في خطوة تندرج تحت "التصعيد الكلامي" قيبل ملاقاة ترامب في فلوريدا, وكانه يمهد مثلا لطرح جديد سيطرحه على ترامب يفيد بعدم مغادرة إسرائيل قطاع غزة وفقا لمتطلبات المرحلة الثانية وبقاء قوات الاحتلال داخل ما يسمى الخط الأصفر, وحماس من جانبها عددت خروقات واضحة من جانب الاحتلال لاتفاق وقف اطلاق النار أبرزها استمرار الحصار واستشهاد أكثر من 410 مواطنين، وإصابة أكثر من ألف آخرين بجراح، إلى جانب عشرات حالات الاعتقال حتى الآن, إلى جانب الخروقات الخاصة بإدخال المساعدات 
[الرئيس الأمريكي يريد قبل نهاية العام بساعات أن يرد على من يتهمونه بأنه صنع سلاما زائفا ومن ثم يريد نتائج حقيقية ولديه استعجال للإنتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بما يشمل إنشاء مجلس السلام العالمي و لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة القطاع والبدء بورشة إعادة الإعمار وإرسال قوة الاستقرار الدولي التي أنشئت بموجب قرار مجلس الأمن رقم ٢٨٠٣ الذي صدر في نوفمبر الماضي، فضلاً عن مهمات أخرى نصّت عليها المرحلة الثانية، مثل البدء بنزع السلاح وتدمير الأنفاق والابقاء فقط على نحو 20% من القطاع تحت الاحتلال (أي الانسحاب حتى “الخط الأحمر”). هذه النية الأمريكية بالإنتقال نحو المرحلة الثانية تم التعبير عنها في الإجتماعات التي شهدتها الدوحة قبل أسبوعين، واجتماع مدينة ميامي الأمريكية بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وأتراك، ناقشوا أفكاراً محددة وأصدورا بياناً جددوا فيه دعمهم لتشكيل مجلس السلام وقوة الإستقرار، وشددوا على أهمية تمكين هيئة حكم في غزة تعمل ضمن سلطة غزة الموحدة، لضمان حماية المدنيين والحفاظ على النظام العام، باعتبار ذلك ركنا أساسيا في ترتيبات المرحلة الثانية.
[نتنياهو من جانبه يقدّم الدليل تلو الدليل بشأن نيته استئناف الحرب والانقلاب على المرحلة الأولى، بذريعة أولوية نزع سلاح حماس وجعل القطاع منطقة منزوعة السلاح. 
[الشاهد الآن أن ترامب سيستقبل نتنياهو وهو يعلم ما يدور في رأسه وسيعد له الردود وطبعا الضغوط للإنتقال إلى المرحلة الثانية من خطته، ويعتقد ترامب أن  لديه فعلاً هوامش سياسية يستطيع أن يفرضها على نتنياهو, لاسيما في مهمة التوسط لدى الرئيس الإسرائيلي لإلغاء محاكمة نتنياهو وتحسين صورته قبيل الانتخابات التي ربما تكون مبكره, لذلك ليس بإمكاننا الجزم بانطلاق المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة، قبل أن تنتهي زيارة نتنياهو إلى فلوريدا نهاية هذا الشهر وما سيصدرعنها من مواقف أمريكية وإسرائيلية تتعلق بمآلات التسوية.