"إعلام القليوبية" ينظم حلقة نقاشية حول المعايير المهنية للأخصائي الاجتماعي في مواجهة التحرش بالأطفال
عقد مجمع إعلام القليوبية اليوم حلقة نقاشية تحت عنوان «المعايير المهنية للأخصائي الاجتماعي في مواجهة التحرش بالأطفال» بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بالقليوبية ممثلة في توجيه التربية الاجتماعية وذلك في إطار الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار «حمايتهم واجبنا» بهدف رفع الوعي المجتمعي بخطورة ظاهرة التحرش وتعزيز ثقافة حماية الأطفال داخل المدارس والمؤسسات التعليمية والتأكيد على حق الطفل في الأمان الجسدي والنفسي ودعم دور الأسرة والمدرسة في الوقاية المبكرة باعتبار أن حماية الأطفال مسئولية مشتركة لا تقبل التأجيل أو التخاذل وذلك تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
شارك في الحلقة النقاشية كل من الدكتورة داليا عزب جودة مساعد مدير إدارة السن المدرسي بمديرية الصحة بالقليوبية والدكتورة رحاب يحيى أستاذ مساعد الصحة النفسية بكلية التربية جامعة بنها.
واكدت ريم حسين عبد الخالق مدير مجمع إعلام القليوبية أن المسئولية المهنية للأخصائي الاجتماعي في مواجهة مشكلة التحرش داخل المدارس لا تقتصر على كونها واجبا وظيفيا بل تمثل رسالة إنسانية وأخلاقية تهدف إلى حماية الطفل وصون كرامته والحفاظ على بيئة تعليمية آمنة.
وأوضحت ريم حسين أن الأخصائي الاجتماعي يعد خط الدفاع الأول داخل المدرسة وأن دوره لا يقتصر على التدخل بعد وقوع المشكلة بل يمتد إلى الوقاية والحماية والعلاج وترسيخ قيم الأمان داخل المدرسة باعتبارها بيتا ثانيا لا مكان فيه للخوف أو الصمت وبناء وعي مجتمعي يحفظ كرامة وأمان الأطفال.
ومن جانبها شددت الدكتورة داليا عزب على أهمية التأهيل المستمر للأخصائيين الاجتماعيين ورفع كفاءتهم في التعامل مع القضايا الحساسة مؤكدة أن الالتزام بالمعايير المهنية داخل المدارس يعد عنصرا محوريا في الاكتشاف المبكر لحالات التحرش والتدخل السليم معها محذرة من أن أي تدخل غير مهني قد يضاعف الأثر النفسي السلبي على الطفل. وأوضحت أن دور الأخصائي الاجتماعي رسالة إنسانية وأخلاقية تقوم على الوقاية بنشر الوعي وغرس ثقافة احترام الجسد وحق الرفض والتدخل بحكمة ومهنية فور اكتشاف أي حالة مع الالتزام بالسرية والعدل والإنصاف دون لوم أو تهاون إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطالب المتضرر ومتابعة حالته حتى يستعيد إحساسه بالأمان مع التنسيق الكامل مع إدارة المدرسة وأولياء الأمور والجهات المختصة واضعا مصلحة الطفل الفضلى فوق أي اعتبارات.
وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة رحاب يحيى أن آثار التحرش لا تقتصر على الجانب النفسي فقط بل تمتد لتؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية للضحايا وقد تؤدي إلى اضطرابات نفسية حادة وانخفاض الثقة بالنفس فضلا عن تأثيرها على الأداء الدراسي والمهني. وأشادت بدور الأخصائي الاجتماعي كخط دفاع أول داخل المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية من خلال الرصد المبكر والتدخل المهني السليم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا موضحة المعايير المهنية الواجب الالتزام بها عند التعامل مع حالات التحرش وفي مقدمتها السرية واحترام خصوصية الضحية والحيادية وعدم إصدار الأحكام إلى جانب الالتزام بأخلاقيات المهنة والعمل وفق القوانين واللوائح المنظمة.
وفي ختام الملتقي أوصى المشاركون بضرورة تكثيف الندوات التوعوية وتفعيل دور المؤسسات المختلفة في مواجهة التحرش وتعزيز ثقافة الإبلاغ بما يسهم في خلق بيئة آمنة تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامته كما أوصى المشاركون بضرورة عودة الأنشطة المدرسية مثل الزراعة والصناعة والاقتصاد المنزلي مؤكدين أن مواجهة التحرش مسئولية مجتمعية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع.