رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

من داخل عالم النمل الأبيض.. باحث مصري يقترب من حل يجمع بين تنقية المياه وإنتاج الوقود الحيوي

بوابة الوفد الإلكترونية

برز اسم الباحث المصري الدكتور سامح سمير علي كأحد الوجوه العلمية التي جذبَت اهتمامًا دوليًا متزايدًا خلال الأشهر الأخيرة فقد تناولت منصّات إخبارية عالمية عدة — منها وكالة أسوشيتد برس وPR Newswire — فوز مشروعه البحثي الجديد بتمويل دولي مرموق من المؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين (NSFC) ضمن برنامج الباحثين الدوليين الشباب RFIS-II، وهو أحد البرامج شديدة التنافس على مستوى العالم.

تحويل المخلفات الصناعية العطرية خصوصًا أصباغ الآزو واللجنين إلى مصادر طاقة حيوية

يمتاز المشروع بطابعه غير التقليدي؛ إذ يعتمد على خمائر معزولة من الجهاز الهضمي للنمل الأبيض لاستغلال قدرة هذا الكائن على تحليل المواد النباتية الصلبة والتعامل مع المركبات الكيميائية المعقدة. 

الفكرة الأساسية للمشروع تتمثّل في تحويل المخلفات الصناعية العطرية خصوصًا أصباغ الآزو واللجنين، إلى مصادر طاقة حيوية يمكن الاستفادة منها في إنتاج البيوديزل، مع تحقيق إزالة فعّالة للملوثات في الوقت نفسه.

وتشير نتائج الدراسات التي أجراها الفريق البحثي في معهد الوقود الحيوي بجامعة جيانغسو إلى قدرة هذه الخمائر على القيام بمهمتين معًا:
تنقية المياه الملوثة من الأصباغ الصناعية، وتجميع الدهون التي تُعد المادة الأولية لإنتاج الوقود الحيوي. هذا الدمج — الذي يتحقق داخل نظام بيولوجي واحد — يمثل خطوة واعدة في اتجاه تقليل التكلفة والوقت اللازمين لمعالجة النفايات الصناعية، وفي الوقت نفسه خلق قيمة اقتصادية من مواد تُعد من أصعب مخلفات الصناعة في المعالجة.

ولا يتوقف العمل عند الجانب البيولوجي فقط؛ إذ يعتمد المشروع أيضًا على نماذج تعتمد الذكاء الاصطناعي لتحليل التفاعلات داخل هذا النظام الحيوي المعقد بهدف تصميم سلالات أكثر قدرة على العمل في ظروف صناعية قاسية بما يسهل لاحقًا نقل التكنولوجيا إلى نطاق إنتاجي واسع.

أهمية هذا المسار البحثي تتجاوز حدود المعامل، إذ يتسق مع اتجاه عالمي يعتمد على إعادة استخدام المياه الصناعية في نظم الزراعة الحديثة وتقليل الضغط على مصادر المياه التقليدية إلى جانب توفير بديل نظيف للوقود لا ينافس المحاصيل الغذائية. وهو ما يجعل المشروع جزءًا من رؤية أوسع نحو اقتصاد أخضر يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.