كاريزما
الشاعر الروسى (ميخاس كالاتشنيسكى) أحد رواد القصيدة الروسية؛ فى أشعاره وكتاباته النثرية عمومًا؛ تجد هذا الحس الوطنى المهموم بقضايا الجماهير؛ وربما كانت مشاركته فى الحرب العالمية الثانية هى التى حددت أولويات اهتماماته حتى أنه كان يرى فى المواطن المقهور صورة لوطن يحتاج إلى كثير من التغيير والتثوير لكى ينهض بالإنسان الذى هو أساس المجتمع وصورته وضميره.
<< كان يراسل– أثناء الحرب العالمية– أكثر من جريدة ومجلة وأهمها مجلة (بيلاروسيا) التى كتب فيها صور حية من الحرب؛ تحولت إلى عمل سياسى أدبى ممتع؛ إلى جانب قصائده التى امتزجت فيها روح الحرب والحماس والنضال إلى جوار التفاؤل وإحساسه اليقينى أن الوطن سيكون أفضل فى سنوات ما بعد الحرب.
<< التفاؤل الذى ملأ كلاتشنسكى؛ كان وراء إصراره على إصدار سبع كتب للأطفال وكان يقول دائمًا مقولة شهيرة هى أن الكتابة للطفل–برغم–صعوبتها؛ إلا أنها أحد أهم السبل لضمان مجتمع سوى خال من الرواسب النفسية والاجتماعية والثقافية عند الأجيال.
<< كالاتشنيسكى شاعر ملتزم قومى أمن بالاشتراكية والأدب الواقعى ولهذا انتشرت قصائده فى موطن رأسه بيلاروسيا الذى ولد فيها عام ١٩١٧؛ وكان الطلاب منذ حداثتهم يعشقونه فقد أحسوا أنه شاعرهم الخاص فقد ولدوا وتعلموا وتثقفوا من خلال دواوينه.
<< نشر خلال حياته ثمانية دواوين شعرية وأربعة كتب أدبية وثلاثة كتب سياسية. من أجمل قصائده (ذكريات) يقول من بين أبياتها: إداة الإنذار بالخطر أحاقت به / عند مدخل ساحة المزرعة/ واصطادته فى الظلام؛ فأذهلته المفاجأة / ولم يفلت من العقاب/ لن يستطيع الهرب.. / الطريق الرملى / حقا.. هنا يتحكم المنطق فى المعركة؛ ولن يستطيع الحياة../ ذلك الذى أمتلك يومه وحده / يقابل الناس بعضهم بعضا / والعظماء يتجمعون حولهم.. لكن الطريق إلى العقيدة يتنافى مع السهولة.
<< قصائد هذا الشاعر عاشت بين الناس لانه كتب بلغتهم واسرارهم وخفايا تاريخهم المغلقة.