محمد البلوشي لـ"الوفد" : الإعلام العُماني شريك رئيسي في دعم السردية الفلسطينية ومواكبة التحول الرقمي بلغة الشباب
أكد محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام في سلطنة عُمان، أن اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الخامسة والخمسين ركّز بشكل جوهري على القضية الفلسطينية، وعلى ضرورة تعزيز السردية الفلسطينية في الإعلام العربي في مواجهة محاولات التشويه التي تمارسها وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأضاف البلوشي في حوار خاص مع جريدة الوفد أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في إنتاج روايات مضللة، بينما يقع على عاتق الإعلام العربي والعُماني مسؤولية كبرى في كشف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وتقديم رواية موضوعية تعبّر عن الحقائق على الأرض.

وقال وكيل الاعلام خلال حديثه أن : "الإعلام العُماني، بوسائله المختلفة من صحافة وتلفزيون وإذاعة ومنصّات رقمية، ملتزم بإبراز الحقيقة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، ونقل المحتوى الثقافي والفكري الذي يعكس قيمنا العربية الأصيلة، وعاداتنا وتقاليدنا التي تؤمن بالعدالة ورفض الاحتلال."
وأشار إلى أن سلطنة عُمان تولي اهتماماً واسعاً بـ الثقافة الإعلامية لدى النشء والشباب، عبر ترسيخ القدرة على التمييز بين المعلومات الصحيحة والمصادر الموثوقة، وتعزيز الوعي بأهمية الالتزام بـ ميثاق الشرف الإعلامي في كل محتوى يتم تقديمه.
وأضاف البلوشي قائلا: "نحن في سلطنة عُمان من أوائل الدول في المنطقة التي تفاعلت بفعالية مع التحولات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولدينا مديريات متخصصة تعمل على تطوير المنصات وتحديث الأدوات الإعلامية."
وتابع: "شهدنا طفرة ملحوظة في إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، وأطلقنا برامج جديدة تعتمد عليه بشكل مباشر، بما يضمن مخاطبة الشباب بلغتهم، وإنتاج محتوى عصري وجذاب يواكب التغيرات المتسارعة."
واختتم قائلاً: "مستمرون في تطوير منظومتنا الإعلامية لتكون أكثر تأثيراً وموضوعية، ولتبقى القضية الفلسطينية في صدارة اهتمام إعلامنا العُماني والعربي."
وقد شهدت سلطنة عُمان خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في المشهد الإعلامي، عبر الاستثمار في المحتوى الرقمي، وتعزيز منصات البودكاست التي باتت إحدى الأدوات المؤثرة في تشكيل الوعي الفكري لدى الشباب.
وتحرص وزارة الإعلام العُمانية على دعم المبادرات الإعلامية الجديدة، وتشجيع الشباب على إنتاج محتوى هادف يعكس القيم العُمانية الأصيلة، ويطرح قضايا المجتمع بلغة عصرية وقريبة منهم.
كما توسعت عُمان في تطوير بنية تحتية إعلامية حديثة، تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي، بما يحقق قدرة أكبر على الوصول للجمهور وتقديم محتوى يواكب المعايير العالمية.
وفي إطار تعزيز الوعي الفكري، أطلقت المنصات العمانية عدة برامج تثقيفية وتوعوية عبر الوسائط الحديثة، مما ساهم في بناء جيل واعٍ يمتلك أدوات التفكير النقدي والتعامل مع المعلومات بدقة ومسؤولية.
وتعد التجربة العُمانية في البودكاست نموذجاً ملحوظاً في المنطقة، حيث قدمت محتوى معرفياً وثقافياً عالي الجودة، وفتحت المجال أمام المواهب الوطنية للتعبير عن آرائها في إطار إعلام مهني ومسؤول.
كما ركزت السلطنة على تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية، وضمان مواكبتهم للتقنيات الحديثة في الإنتاج الرقمي وصناعة المحتوى، مما عزز من تنافسية الإعلام العُماني على المستويين العربي والدولي.
وتمثل هذه الجهود امتداداً لرؤية عُمان المستقبلية التي تؤمن بأن الإعلام شريك أساسي في التنمية، وصوت يعكس تطلعات الإنسان العُماني ويواكب تحولات العصر.
