رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حكاية وطن

من أكثر الأمثلة الشعبية التى كان لها تأثير شديد على النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو «أعط العيش لخبازه ولو يأكل نصفه»، هذا المثل كان له هدف إيجابى وهو اختيار الشخص المناسب فى المكان المناسب، والاعتماد على المتخصصين فى مجالاتهم ومكافأة المجيدين والمجتهدين مالياً ومعنوياً، وليس منحهم نصف إنتاج الخبز كما فسّر المتربصون المثل على مزاجهم، لأن هذا الجزء من المثل مجازياً للتشجيع على الإنتاج وانتظار الراتب والمكافأة، وليس النوم والهبش!! الذين قدموا أنفسهم كخبازين كانت تطلعاتهم أكبر من التقدير أو حتى حصة من الإنتاج وجعلوا هدفهم الاستيلاء على المخبز والخبيز، وأدى هذا الاحتكار إلى إنتاج خبز ردىء وازدادت رداءة لانعدام المنافسة.

الخبازون أصبحوا كثرة، وتمت تصفيتهم وانحصر عددهم بعد اجتيازهم الاختبارات المطلوبة فى حجم الخبز ونوعه، ونافسوا «الدفاس» و«أبودقشوم» اللذين كانا يجيدان تخزين البضاعة ففسدت بعد انقراضهما، وسقطت فى الملّاحة، ولطم الخبازون على شقاء العمر أو هم اعتبروه كذلك، وحلفوا بكل غالٍ ونفيس ألا يمر خباز جديد إلا من خلالهم.

مصير الخبازين حددته ثورة يناير، وفى فبراير انحل مخبزهم، واندلق خبيزهم على الأرض، وفى "فبراير الأسود"، الفيلم، بطولة خالد صالح وكتبه المبدع الكاتب أحمد أمين، والذى عرض من خلاله الفارق بين الطبقات فى المجتمع قبل ثورة 25 يناير، بعد أن بلغ الفساد السياسى والاجتماعى عام 2010، حداً ينذر بالانفجار بعد أن عصفت عصابة الخبازين بطبقات المجتمع المصرى، فى الفيلم تحدث الفنان المبدع عن البرلمان الذى كان السبب الثانى فى سقوط السلطة، قال «خالد»: «عارف إن الترشح أمره سهل.. أى حد عاوز يرشح نفسه محدش هيقول له لأ، بس ينجح إزاى دى لعبتنا إحنا، مش تزوير لا سمح الله، بس زى ما تقول كده إحنا دارسين نفسية الشعب المصرى، الشعب المصرى ماسك فى ديل الحكومة، كأن الحكومة أمه اللى خلفته».

وركز فيلم «فبراير الأسود» على انقسام المجتمع إلى فئتين فئة الكبار الذين زوجوا المال بالسلطة، وفئة الصغار الذين يقفون بالساعات فى طابور الخبز للحصول على عدة أرغفة محشوة بالمسامير والزلط ومصنوعة من أردأ أنواع الدقيق.

وغير «فبراير الأسود» ركزت السينما المصرية فى أكثر من عمل على كشف الأساليب الملتوية والخبيثة التى يتبعها البعض فى الانتخابات للضحك على الناخبين للحصول على أصواتهم بالحيَل وليس عن طريق البرامج، وهو ما جعل «رشدى الخيال» فى فيلم «طيور الظلام» يبوس الرجل الأجرب من بُقه بدافع من مدير دعايته الانتخابية «فتحى» لإظهار مدى تواضع المرشح.

وفى فيلم «مرجان أحمد مرحان» ركز كاتب الفيلم «يوسف معاطى» على سحر الرشاوى فى طمس الواقع، حيث فاز «مرجان» بالمقعد رغم خلو سرادقه الانتخابى من المواطنين حتى أولاده وعمال شركاته قاطعوه وانضموا إلى المرشحة «الدكتورة چيهان»، ورغم ذلك نجح «مرجان» وخسرت «چيهان» والبركة فى «الأوبيج» والتزوير.

وفيلم «بخيت وعديلة» ألقى الضوء على سكان العشوائيات وعندما وعدهم «بخيت» بتوصيل صوتهم للمسئولين مقابل انتخابه، فاكتشف أنهم لا يحملون حتى بطاقات رقم قومى يعنى مش على الخريطة.

أما فى مسلسل «الضوء الشارد» فهم «وهبى السوالمى» الفولة واكتشف أنه لن يستطيع انتزاع مقعد عائلة «العزايزة» من «رفيع بك» رغم ثراء «وهبى» لكنه حديث الثراء ووالده كان مُربى بهايم «سلطان العزيزى» والعين لا تعلو على الحاجب، فآثر «وهبى» الانسحاب، وقال لعائلته: «اللى عايز يدينى صوته أهلاً وسهلاً، واللى مش عاوز بالسلامة ولا أقولكم أنا مش مترشح من أساسه».

رحم الله مرشحاً عرف قدر نفسه، وحديثاً قالت مرشحة: «سيبوها.. سيبوها.. الكرسى بتاع أبوها»، وردد وراءها أنصارها فى محاولة لتجديد المخبز والاحتفاظ بأنقاضه!