رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى


 

يُعدّ الجيل Z، المولود تقريبًا بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أحد أكثر الأجيال تأثيرًا في الوقت الحالي، نظرًا لكونه الجيل الأكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا والانفتاح الثقافي، ومع دخوله مرحلة الدراسة الجامعية وسوق العمل، يبرز السؤال حول خصائص هذا الجيل وما يواجهه من تحديات في عالم سريع التغيّر.
أولًا: خصائص الجيل Z:
جيل رقمي بامتياز:
نشأ الجيل Z في ظل وفرة الأجهزة الذكية، مما جعله أكثر قدرة على التعامل مع التكنولوجيا مقارنة بالأجيال السابقة، فهو جيل يتعلم عبر الإنترنت، ويتواصل عبر الشبكات الاجتماعية، ويعتمد على أدوات رقمية في معظم أنشطته اليومية.
تقدير السرعة والمعلومات المختصرة:
بسبب كثرة الخيارات وتعدد المنصات، يفضّل هذا الجيل المحتوى السريع والمباشر، فهو يميل إلى الفيديوهات القصيرة والأخبار المختصرة، ويبتعد عن النصوص الطويلة غير العملية، لذلك يناضل الجيل Z ليجد صوته الخاص بين الضجيج.
روح المبادرة، والبحث عن الاستقلالية:
يميل العديد من أفراد الجيل Z إلى إطلاق مشاريعهم الخاصة، سواء عبر الإنترنت أو خارجه، كما يسعون لاستقلال مالي مبكر، مستفيدين من الموارد الرقمية المتاحة لهم، ويؤمن بأن المستقبل ملك لمن يملك شجاعة إعادة تعريفه.
حساسية عالية تجاه القضايا الاجتماعية:
يولي الجيل Z اهتمامًا كبيرًا لقضايا مثل العدالة الاجتماعية، والبيئة، وحقوق الإنسان، والمساواة،وهو جيل تفاعلي يُعبّر عن رأيه بشكل مباشر عبر منصات التواصل، المساواة فى الحقوق ليست مطلبًا، بل حقًا لا يقبل الجدل.
التعددية والانفتاح الثقافي:
بفضل الإنترنت، أصبح الجيلZ أكثر اتصالًا بثقافات متعددة، وأكثر تقبّلًا للاختلاف والانفتاح على العالم، والإنترنت منح الجيل Z جواز سفر بلا حدود، فعرف العالم قبل أن يراه.
ثانيًا: التحديات التي تواجه الجيل Z
الضغوط النفسية والصحية:
تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى ارتفاع معدلات القلق، والاكتئاب بين أفراد الجيل Z كما تُظهر دراسات أن المقارنات المستمرة، والانغماس في العالم الرقمي تؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
تحديات سوق العمل
يدخل الجيل Z سوق عمل يشهد تحولات كبيرة، مثل الأتمتة والذكاء الاصطناعي. مما يجعل المنافسة أكبر والحاجة إلى مهارات جديدة أكثر إلحاحًا.
صعوبة التركيز والمشتتات الرقمية
بين الإشعارات المستمرة وتعدد المنصات، يعاني الكثير من أفراد الجيل Z من قِصر فترة الانتباه وصعوبة الحفاظ على التركيز لفترات طويلة.
الحاجة إلى توازن بين العالمين الواقعي والافتراضي
كثرة استخدام الأجهزة الرقمية تقلل أحيانًا من تفاعل الجيل Z في العالم الحقيقي، وتؤثر على مهارات التواصل الاجتماعي التقليدية، أخشى اليوم الذي تتجاوز فيه التكنولوجيا تفاعلنا البشري - ألبرت أينشتاين.
تحديات الهوية والوعي الذاتي
رغم انفتاح الجيل على العالم، إلا أن كثرة المعلومات والضغوط الاجتماعية قد تربك الفرد، وتجعله في رحلة مستمرة لاكتشاف هويته الشخصية والمهنية، لذلك احذر ان تفقد رؤية نفسك وسط ضجيج التوقعات.

ومن هذا المنطلق، الجيل Z هو جيل مبدع، طموح، وسريع التكيف مع التغيرات. إلا أنه في الوقت نفسه يواجه تحديات تتطلب دعمًا من الأسرة والمؤسسات التعليمية وسوق العمل. فهم هذا الجيل، وتوفير بيئة مرنة وملائمة له، سيُسهم في إطلاق طاقات كبيرة قد تُحدث أثرًا إيجابيًا في المستقبل، وختامًا الأجهزة تمنحنا صوتًا، ولكن لا تجعلها  تأخذ منك نبرة الشعور.