ما مقدار السُّترة في الصلاة؟.. وكيف تكون مسافة المرور أمام المصلّي؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية الأحكام الشرعية المتعلقة بالسُّترة في الصلاة، ومقدارها، وحدود المرور أمام المصلّي سواء اتخذ سترة أم لم يتخذ، مؤكدة أن السُّترة من السنن المستحبة التي تعين على الخشوع وتمنع التشويش على المصلّي أثناء أداء عبادته.
حكم السُّترة في الصلاة
تقول دار الإفتاء إن اتخاذ السُّترة أمام المصلّي مطلوب شرعًا على جهة الاستحباب، لما فيه من حفظ للخشوع ومنع للمرور أمامه، ولجمع القلب على العبادة.
وقد استندت في بيانها لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:«إذا صلَّى أحدكم فليُصلِّ إلى سترة وليدنُ منها» رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي.
وترى الدار أن السُّترة تُستحب إذا خشي المصلي المرور من أمامه، أما إذا كان في مكان آمن من المرور فلا حرج في تركها.
مقدار السُّترة في الصلاة
تؤكد دار الإفتاء أن السُّترة تتحقق بكل ما يعد ساترًا واضحًا للناظر، ويكفي أن يكون ارتفاعها بمقدار ذراع، أي نحو 46.3 سم، وهو الضابط الذي يحقق المقصد الشرعي منها.
واستشهدت بقول النبي ﷺ عندما سُئل عن سُترة المصلّي فقال:«مثل مؤخرة الرَّحل» رواه مسلم.
وقد عرضت الدار اختلاف المذاهب في تحديد الضابط، فجاء ملخّصها كالتالي:
الحنفية: طولها ذراع وعرضها قدر إصبع.
المالكية: في غِلظ رمح وطول ذراع.
الشافعية: طولها ثلثا ذراع فأكثر، والعرض لا حد له.
الحنابلة: طولها ذراع فأكثر، والعرض لا حد له.
وترى الدار أن المقصود هو أن تكون واضحة بحيث تمنع المرور بين المصلي وبينها.
هل يجوز المرور أمام المصلّي؟
إذا اتخذ المصلّي سُترة
تحرُم الشريعة المرور بين المصلي وبين سترته، ويجوز المرور من خلفها فقط؛ احترامًا لهيبة الصلاة وحفاظًا على خشوع المصلّي.
وقد جاء في الحديث الشريف:
«لو يعلم المارُّ بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمرَّ بين يديه» متفق عليه.
إذا لم يتخذ سُترة
توضح دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في تحديد المسافة التي يُكره المرور فيها أمام المصلّي، وجاء تلخيصهم كالآتي:
جمهور الفقهاء (الحنفية – المالكية – الشافعية):
الحدّ الممنوع هو المسافة من موضع قدمي المصلي إلى موضع سجوده فقط.
وما وراء ذلك لا حرج فيه.
الحنابلة:
يرون أن المسافة الممنوع المرور فيها هي ثلاثة أذرع من قدم المصلي.
وتخلص دار الإفتاء إلى أن المختار للفتوى هى:
أن الممنوع هو قدر مساحة الصلاة نفسها (من القدم إلى موضع السجود)، لأنه حق المصلّي، وما زاد على ذلك ففي منعه تضييق على الناس.
السُّترة سنّة مؤكدة، تُعين على الخشوع وتمنع التشويش.
مقدارها في الفتوى المعاصرة: ارتفاع ذراع (46.3 سم) فأكثر، والعرض ما يظهر للناظر.
لا يجوز المرور بين المصلّي وستره.
إن لم تكن له سترة، فيُكره المرور فقط في مسافة أدائه للصلاة من قدمه إلى مكان سجوده.