الوطن: إنّ الوطن فوق الجميع في جميع الأوقات والظروف، وهو لا يرتبط بأشخاص مهما كانت منزلتهم، فهم راحلون مهما طالوا، وعلينا أن نخلص له مهما كانت ظروفنا، ولا يمكن للوطن أنْ يتطور أو يزدهر إلا بتعاون وإخلاص من الجميع دون تعصب أو أنانية.
وعلينا ألّا نفقد الثقة أو نغيّر مشاعرنا أو ميولنا تجاه مؤسسات دولتنا، لمجرد رؤية صورة ما أو مقطع فيديو سواء أكان حقيقيا أم مزيّفًا، إذ يمكن توظيف ذلك في سياق غير مناسب بهدف التأثير على عقول الشباب وغسل أدمغتهم، وهذا -لعمري - هو هدف آلة الإعلام المضلِلة سواء أكانت على يد إخوانٍ كاذبين أم قتلةٍ مجرمين.
الوطنية:
من يدّعي الوطنية ويردد أنه يحب الوطن، فعليه أنْ يخدم المواطنين ويسهل أمورهم. هكذا الوطنية، فالوطنية أقوال نرددها وأفعال تؤيدها، فالكثير يتشدق بالوطنية، ولكن إذا مست مصالحه الشخصية ثار وغضب، فالوطنية إخلاص وصدق وإتقان في العمل.
الدّين:
الدين علم لا يتحدث فيه إلا أصحابه من ذوي العلم ممن عرفوا بالصدق والإخلاص، ولا يفتي فيه إلا ممن شُهد له بالعلم والذكاء والحكمة في المؤسسات رسمية كدار الإفتاء، فالدين علم كسائر العلوم الأخرى من الطب والرياضيات والفيزياء وغيرهم من العلوم التي لا يتحدث فيها إلا أهل الاختصاص، أمّا علاقة الشخص بربه وعبادته فهي خاصة بالشخص. وليس من المعقول أنْ يتحدث في الدين كل من" هبّ ودبّ" لمجرد حفظه لآية قرآنية أو حديث شريف ...
الأزهر الشريف:
مؤسسة وطنية دينية وسطية معتدلة، وهو أيقونة ومنارة للعلم والعلماء في بقاع الأرض، ولن نسمح أبدًا بمهاجمتها، تارة باسم الفاشية الدينية، وتارة باسم العلمانية القبيحة، فكلاهما يكره الأزهر، والمتربصون للأزهر كثيرون، ينتهزون الفرصة للانقضاض عليه من كل حدب وصوب، فيجب أنْ ندافع عنه، ولا نسمح بالتطاول عليه أو ترويج الشائعات حوله أيا كانت الذرائع. ويجب أنْ يعلم هؤلاء أنّ المصريين عندما ثاروا لم يثوروا على الدين وإنما ثاروا على تجار الدين الذين استغلوه لتحقيق مآرب شخصية ومطامع دنيوية، سواء من الإخوان المسلمين أم من غيرهم.
كما أنّ فضيلة الإمام شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، عالم جليل -حفظه الله ورعاه - وشيخ فقيه، يعمل ليلًا ونهارًا من أجل خدمة الإسلام والمسلمين.
الجيش:
هو جيش عظيم، وصاحب عقيدة راسخة، وهو خط أحمر، يجب ألا نسمح بالتشكيك فيه أو التهاون في حقه أو التقليل من شأنه، مهما كانت الذرائع والأسباب، فهو حامي العِرض والأرض، والمؤسسة العسكرية مؤسسة وطنية لها مكانة كبرى في نفوس الشعب الذي يثق فيها ثقة مطلقة، وهذا أزعج نفوس الحاقدين؛ فصبوا حقدهم، ونفثوا سمومهم للوقيعة بين الشعب وجيشه، ولكن هيهات هيهات لما يخططون.
الشرطة:
هي سند حقيقي للدولة في أحلك الظروف وأشد الأوقات، وهي تقدّم الكثير من التضحيات لحفظ أمن الجميع، ولا يخشاها إلا ضعاف النفوس والمجرمون والمتآمرون، وعلينا جميعا أنْ نساندها ولا نستمع لما يُحاك ضدها من شائعات تريد النيل منها أو فقدان الثقة فيها، لمجرد حالات فردية نجدها في كل المؤسسات.
مواقع التواصل الاجتماعي:
إنّ العبارات التي نكتبها على منصاتها، إنما تعبر عن أفكارنا ومعتقداتنا وسلوكنا، فلنحرص على اختيار ألفاظنا التي تعبر بدقة عن أفكارنا حتى لا يفهمنا الآخرون بشكل خطأ.
وعلينا أنْ نعلي من ثقافة احترام الآخرين، فالاحترام يدل على حسن التربية وإن كان لا يدل على الحب، وتذكروا دائما أنه ليس عليكم أنْ تقنعوا الآخرين، ولكن من المهم أن تكون أدلتكم قوية، وحججكم منطقية يقبلها العقل والمنطق.
فحمّى الأحكام على الأحداث ما زالت تُطلق جُزافاً دون تثبت من حقيقة الأمر، فنظلم صديقا أو قريبا أو مؤسسة أو حتى الدولة..
وما نزال نحاول أن نجادل في تبرير موقفنا رغم أنه ليس من الضروري أن نفعل ذلك. علينا أن نستفسر عن الهدف ونحسن الظن، ولا تخدعنا صورة أو مقطع فيديو من هنا أو هناك، فكلاهما قد يكون كاذبا ماكرا لهدف خبيث يؤدي إلى حقد أو كراهية أو فقدان الثقة..
وقد قال الجاحظ -رحمه الله -"لعمري إن العيون لتكذب وإن الحواس لتخطئ، وما الحكم القاطع إلا للذهن "فعلينا أن نتدبر بعقولنا قبل عيوننا وحواسنا.
الفن:
هو رسالة سامية تخدم المجتمع وتعبر عن قضاياه المختلفة، وله دور كبير يجب أن يؤديه. وعلى صاحب الفن -سواء كان ممثلا أو غيره - أن يدرك ذلك ويعمل لإعادة دوره المفقود، ولكن وجدنا مظاهر تزعم بأنها فنٌ والفن منها برئ، وهي دخيلة علينا وقد أثرت على قيمنا وشبابنا، بل أثرت على دور الأسرة، فباتت الأسرة تعمل جاهدة لضبط سلوك أبنائها وإنقاذه مما يحدق به من خطر.
الإعلام:
من الضروري أنْ يقوم الإعلام بدوره في التثقيف والتوعية بالقضايا التي تؤثر في المجتمع، وفاقد الشيء لا يعطيه، فعلى الإعلامي أنْ يكونَ مثقفًا واعيًا ذكيًا، وأنْ يركز على القيم النبيلة ويبرزها، وأنْ يبتعد عن إثارة الموضوعات التي تُحْدِثُ فتنة أو تسبب كراهية أو تغذّي بعض السلبيات في نفوس الناس، وعلى بعض الإعلاميين أنْ يغيّروا أساليبهم التي باتت مقيتة رغم أننا نثق بوطنيتهم وأنهم يساندون الدولة، ولكن نجد بعضهم أحيانًا يتحدث بأسلوب مبتذل قد يضر القضية أكثر مما ينفعها، فالناس كلها تشعر بصدق المتحدث أو كذبه، وعندئذ يتعاطفون أو يسخرون ويستهزئون.
ولذلك يجب الإسراع في العمل على إيجاد٨ منظومة إعلام قوي تخاطب الناس بمهنية وصدق. وإن لم نفعل ذلك، فسوف نجعل معظم الناس لقمةً سائغة للقنوات الخارجية المضلِلة. ولنتذكر دائما أننا في حالة حرب دائمة دون مبالغة، حرب في الأفكار والمعلومات وبث الشائعات، وكلها تريد النيل من وحدتنا، ولكن هيهات هيهات لما خططوا أو دبروا، والله غالب على أمره.
الأسرة:
على الأسرة أنْ تقوم بواجباتها في تربية الأبناء ورعايتهم ولا تدعهم لقمة سائغة لأصدقاء السوء أو الهواتف المتحركة، فوالله إنْ تركناهم لندمنا أشد الندم؛ لأننا سوف نكتشف لاحقا أنهم ليسوا أبناءنا، وعندها لا نلوم إلا أنفسنا.
فالكثير من الأسر تهتم بالرعاية، وتهمل التربية، وشتان ما بينهما، فالرعاية هي رعايتهم من حيث المسكن والمأكل والملبس، ولكن التربية بمفهومها الشامل، هي سلوك يبدأ منذ الطفولة ويكبر رويدًا رويدًا معهم ويصاحبهم، فاحرصوا على تعليم أبنائكم القيم النبيلة منذ الطفولة كالصدق وإتقان العمل وحب الوطن ... أحيوا في ضمائرهم ذلك باستمرار؛ كي لا يستطيع أحدٌ أنْ يؤثر عليهم، أو يغسل أدمغتهم بأفكار هدّامة، فيبدل من ميولهم أو يغيّر اتجاهاتهم.