اﻟﻤﺨﺮج ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ: ﺗﻜﺮﻳﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻰ ﺗﻜﻠﻴﻞ ﻟﻤﺸﻮارى اﻟﻔﻨﻰ
عادل إمام شريك نجاحى ومديحة كامل أجمل الوجوه على الشاشة
لن أعمل مع ابنى كريم.. وأنتظر عملًا فنيًا يجمعه بالمخرج محمد ياسين
المسرح اقتصر على الدولة بميزانيات ضعيفة.. و«الخاص» كان قوة حقيقية
جيلنا قدم أعمالًا خالدة… واليوم نعيش رِدّة فنية وثقافية
عامية «الحشاشين» خدمت العمل وقرّبته من الجمهور
كرم مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ46، خلال حفل افتتاحه اليوم ، المخرج الكبير محمد عبد العزيز، بجائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر، لكونه أهم صناع البهجة فى تاريخ السينما والدراما والمسرح، الذى لا تزال خالدة على الشاشات حتى هذه اللحظة.
بدأ حياته الفنية فى منتصف الستينيات كمساعد مخرج فى أفلام هامة مثل القاهرة 30، وأبى فوق الشجرة، ونحن لا نزرع الشوك، وثرثرة فوق النيل.
وكانت بدايته الحقيقية فى السبعينيات، حيث كانت بدايته مع فيلم صور ممنوعة، وكان ذلك من آخر أفلام الأبيض والأسود فى تاريخ السينما المصرية.
ومن أبرز أعماله «فى الصيف لازم نحب، وعالم عيال عيال، البعض يذهب للمأذون مرتين، وخلى بالك من جيرانك، حنفى الأبهة، وانتبهوا أيها السادة، الحكم آخر الجلسة».
كما عمل أستاذًا بالمعهد العالى للسينما، كما أنه والد الفنان كريم عبد العزيز.
فى حوار من القلب تحدث المخرج الكبير محمد عبد العزيز عن رحلته الطويلة بين السينما والدراما والمسرح، وعن شعوره بالتكريم من مهرجان القاهرة السينمائى الذى يراه تتويجًا لمسيرة من الجهد والحب للفن.
وفى هذا الحوار، يتوقف عبد العزيز عند التحولات التى طرأت على السينما والمسرح، ويتأمل الفارق بين جيل حمل على عاتقه قيمة المضمون، وجيل بات مأسورًا أمام بريق الصورة والتقنية.
كما تحدث عن علاقاته الفنية، وأعماله الأقرب إلى قلبه، ورؤيته للمشهد الفنى.

< كيف استقبلت تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائي؟
<< تقدير كبير جدًا لى، وأراه تقديرًا عميقًا جدًا لهذه الرحلة التى قمت بها ما بين السينما والتليفزيون والمسرح، والتكريم منحنى إحساسًا بأن المجهود الذى قدمته له قيمة، وأن سنوات العطاء لها مقابل ولم تذهب هباء، والتكريم بالنسبة لى له طعم خاصة لكونه من بلدى ومن مهرجان عريق من أعظم المهرجانات السينمائية فى مصر وأقدمها، وهو إحساس كبير جدا بالفخر والسعادة والرضا والشكر العميق لكل الأشخاص الذين فكروا فى تكريمى.

< هذا هو التكريم الثانى لك من مهرجان القاهرة السينمائي؟
<< بالفعل تم تكريمى مع الفنان فؤاد المهندس وكانت تلك الدورة برئاسة الفنان حسين فهمى أيضا، والتكريم جاء نتيجة ارتباطنا بالكوميديا.
< كيف تقيّم المهرجان ودوره فى صناعة السينما؟
<< تلك الدورة لم تبدأ بعد، وبالتالى الدورة خاضعة للتقييم ولكن بشكل عام الفنان حسين فهمى، بذل مجهودًا كبيرًا جدًا ويبدأ العمل من يوم الختام للدورة القادمة، وهناك تنظيم فى المهرجان وشكل مميز سواء فى الحضور وفى إقامة حفل الافتتاح والختام، واختياره للأفلام والتى تعرض، ولجان التحكيم، ما يعطى له قيمة، والمهرجان أصبح نجمًا فى حياتنا.
< كيف ترى السينما اليوم مقارنة بعهدكم؟
<< نحن جيل ورثنا من جيل سبقنا كانوا عمالقة جدًا رغم أنهم لم يدرسوا بشكل أكاديمى، ولكن كان لديهم موهبة كبيرة جدا وأصقلوها بالثقافة الرفيعة والإحساس بالواقع والمشكلات التى واجهها المجتمع المصرى والعربى وكانوا يقدمون القيم والانضباط واحترام القيمة، كنت أنا وأشرف فهمى ونادر جلال، ومن بعدنا داود عبدالسيد وخيرى بشارة وعاطف الطيب ومحمد ياسين وأخيرا مروان حامد كل هؤلاء أخذوا من الأجيال التى سبقتهم، ورغم أننا كنا نعانى من انخفاض التقنية على مستوى الصوت والصورة، وأرهقتنا جدًا تلك المشكلات فى التصوير والفيديوهات، وكنا نبذل مجهودًا قويًا فى العمل خاصة فى عدم وجود تكييفات، واشتغلنا تحت كل الظروف، ولكن اليوم الظروف تقدمت والتكنولوجيا على مستوى التصوير ومعدات العمل والعرض والمونتاج، ولكن الجيل الجديد انبهر بهذا التقدم والتطور التكنولوجى والتقنى وأصبح يفضل أن يقدم الشكل على حساب المضمون.

بينما جيلنا رغم قلة الإمكانيات قدمنا أعمالًا الجميع يبحث عنها حتى اليوم رغم أنها كانت أفلام أبيض وأسود، لكن المضمون هو الذى أصبح باقيًا، ولكن الصورة والانبهار كله أصبح زائلًا، ويجب على الجيل الجديد أن يعى هذه المشكلة.
< عملت مع نجوم كبار من الأقرب إلى قلبك؟
<< قدمت كمًا كبيرًا من الأفلام شاركت فيه نخبة كبيرة من النجوم بينهم الزعيم عادل إمام، حيث تعاونت معه فترة كبيرة جدا وقدمنا الكثير من الأفلام، وكذلك محمود ياسين ومحمود عبد العزيز وحسين فهمى وعلى مستوى النجمات تعاونت مع مديحة كامل وكانت وجهًا جميلًا ومجتهدة جدا وتفهم معنى الدراما والسيناريو وعندها ثقافة درامية كبيرة جدا كنت أحترمها وقدمت أفلامًا مع ميرفت أمين وبوسى ولبلبة.. عملت مع معظم النجوم ونبيلة عبيد. فالحقيقة رحلة طويلة جدا لكن أكثر كم من الأعمال كانت مع الفنان عادل إمام، ولكن أقرب الشخصيات لى كانت الفنانة مديحة كامل وأيضا الفنان محمود ياسين لا أنسى أبدا ارتباطى به.
< ما أبرز الأعمال التى قدمتها فى الدراما والسينما الأقرب إلى قلبك؟
<< أنا قدمت أعمالًا متنوعة ما بين السينما والدراما والمسرح والتراجيديا والكوميديا وقدمت أفلامًا كثيرة منها «فى الصيف لازم نحب»، وحقق نجاحًا كبيرًا جدًا وفيلم البعض يذهب للمأذون مرتين ولا انسى فيلم انتبهوا أيها السادة والحكم آخر الجلسة والجلسة سرية وبريق عينيك وأفلام كثيرة جدًا.
< هل من الممكن أن يجمعك عمل بالنجم كريم عبد العزيز؟
<< لا أعتقد ذلك، كريم شق طريقه وحقق نجاحه مع أبناء جيله ولهم رؤية وثقافة ورؤية مشتركة، ونجح مع المخرج أحمد نادر جلال ومروان حامد وبيتر ميمى وهناك رؤية بينهم، ولكنى أتمنى أن يجمعه عمل مع المخرج العظيم محمد ياسين، هو تلميذى وتربى على يدى، هو مخرج رائع وقدم أعمالًا قوية مثل مسلسل الجماعة وأفراح القبة وقدم أعمالًا كثيرة.
< ما رؤيتك للإخراج فى الوقت الحالى.. وما أبرز المخرجين ومن خلفتيك فى الإخراج؟
<< أنا لا أعتقد أننى أرى خليفة لى رغم أنهم كانوا يلقبوننى بخليفة المخرج فطين عبدالوهاب الله يرحمه، ومن أبرز المخرجين فى الوقت الحالى المخرج الكبير داود عبد السيد، ولكنه ابتعد عن الساحة وهو مخرج ومؤلف كبير، وخيرى بشارة وهو مخرج قوى متواجد على الساحة بشكل متميز، وكذلك مروان حامد ومحمد ياسين متميزون جدا.
< ما رؤيتك للدراما فى الوقت الحالي؟ وما رأيك فى الانتقادات الموجهة لـ«الحشاشين» بسبب استخدام العامية؟
<< اللغة العامية كان لها دور قوى فى اقتراب العمل من الجمهور، وساهمت فى سرعة انتشاره وتأثيره، وأنا لا ألوم عليهم استخدام اللغة العامية فى المسلسل، كما أن العمل كان من توقيع الكاتب عبد الرحيم كمال وهو كاتب كبير جدًا، أدام الله عليه الإبداع دائما، وتعرض لشخصية مهمة جدا فى التاريخ الإسلامى رغم أنه تاريخ أسود لكونه انتشرت أجيال كثيرة لأتباع حسن الصباح، نعانى منهم حتى الآن شوهوا صورة الاسلام، والعمل كان مهمًا جدًا أن يتم إلقاء الضوء عليه، لكن عبر عنه عبد الرحيم كمال بعظمة كبيرة جدا والممثلون والمخرج وكل العناصر قدموا عملًا جيدًا جدًا فى الإنتاج الدرامى التليفزيونى.
< ما رؤيتك للمسرح فى الوقت الحالي؟
<< المسرح فى الوقت الحالى أصبح مقصورًا على مسرح الدولة الذى يعانى الكثير من الضغوط المادية الكبيرة جدا، والعروض يتم عرضها لأيام معدودة، كما أننى لم أعد أرى مسرح القطاع الخاص، الذى قدم أعمالًا كبيرة جدا، منها أعمال عادل إمام وفؤاد المهندس، فى السابق كنا نصل فى أحد المواسم إلى 22 فرقة تعرض أعمالها المسرحية يتم عرضها لمدة سنوات طويلة والمسرح كان يقدم بهجة واستمتاعًا وفكرة، متسائلا أين شكل المسرح الذى يعد أبوالفنون، المسرح أصبح مقتصرًا على اتجاهات بسيطة جدا من الدولة والميزانيات محدودة جدا.
< ما أسباب ذلك الانحدار؟
<< المسرح يتعرض لضغوط مثلما تعرضت لها السينما وفنون الموسيقى والغناء، هناك ردة فى الكتابة، سواء على مستوى السينما أو على مستوى المسرح أو على مستوى الموسيقى والغناء، نحن عاصرنا العصر الذهبى وعشنا فى عصر نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى وكان يقابلهم من الفنانين أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب ورياض السنباطى وسمير خفاجى وعادل إمام ويوسف وهبى، أين الفن اليوم من تلك الأقطاب لا أستطيع مقارنتهم بالوقت الحالى. هناك ردة ثقافية وفنية كبيرة جدا، نعيشها الآن.
< ما أسباب التراجع الفنى والثقافى فى الوقت الحالى؟
<< هى موجات تحدث وأجيال كانت تتوارث فى الستينيات والسبعينيات كان هناك عمالقة مثل سعد الدين وهبة وعبد الرحمن الشرقاوى أخذوا ثقافتهم الرفيعة من طه حسين ونجيب محفوظ وعباس العقاد، تلك الأقطاب انتهت، ويجب على وزارة الثقافة أن يكون لها دور أضعاف ما هى عليه الآن، ويجب أن يكون هناك اهتمام من وزارة الثقافة بقصور الثقافة التى تنتج فنانين تشكيليين وممثلين وأدباء وشعراء ويجب الاهتمام بقصور الثقافة على مستوى الجمهورية كلها، لكن هناك ميزانيات محدودة وأنشطها محدودة ولكل فعل رد فعل.