رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

معهد تيودور بلهارس للأبحاث يعزز وعي الباحثين بتقنيات المستقبل

بوابة الوفد الإلكترونية

نظم معهد تيودور بلهارس للأبحاث محاضرة علمية بعنوان: "هندسة التوجيهات وإنشاء المحتوى باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي  Prompt Engineering and Content Generation Using AI" تحت رعاية الدكتور أحمد عبد العزيز مدير المعهد ورئيس مجلس الإدارة. 

جاء ذلك في ظل الطفرة الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، وحرصًا من معهد تيودور بلهارس للأبحاث على مواكبة أحدث الإتجاهات العلمية والتكنولوجية. 

وقدم المحاضرة الدكتور حامد سعيد الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، بحضور نخبة من الباحثين وعدد من أعضاء هيئة البحوث والهيئة المعاونة.

خلال المحاضرة تناول الدكتور حامد سعيد مفهوم هندسة التوجيهات (Prompt Engineering) باعتبارها المهارة الجوهرية في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، موضحًا أنها تمثل مجموعة التعليمات التي يتم إدخالها إلى النظم الذكية للحصول على مخرجات دقيقة ومناسبة. 

ونوه بأن هذه العملية تعتمد على وضوح الهدف، ودقة السياق، وصياغة المهام بصورة منطقية ومحددة، مع مراعاة الجمهور المستهدف ونوع المخرجات المطلوبة. وأكد أن هندسة التوجيهات هي بوابة التعامل الفعال مع الذكاء الإصطناعي، وأن إتقانها لا يتحقق إلا من خلال الممارسة المستمرة والتعلم التجريبي.

وأشارت المحاضرة إلى أن الذكاء الإصطناعي يمتلك قدرة مذهلة على الوصول إلى قواعد بيانات ضخمة تشمل محتويات المكتبات العالمية في مختلف المجالات، مما يجعله شريكًا أساسيًا في العملية البحثية. وأوضح أن دور الإنسان في الأبحاث أصبح لا يتعدى 20% من الخطوات العملية التجريبية، بينما يتولى الذكاء الإصطناعي باقي المهام التحليلية والتصميمية والتنفيذية، مما يعزز كفاءته ويختصر الوقت والجهد. 
وأضاف أن الذكاء الإصطناعي أصبح أكثر إبداعًا من البشر في العديد من المجالات، وقادرًا على تخليق مواد جديدة غير موجودة من قبل، واستخدامها في تطبيقات متقدمة مثل إنتاج الفيروسات والحروب البيولوجية. كما تناول الأبعاد الجيوسياسية للتطور التقني، مشيرًا إلى أن الدول الكبرى تتسابق على إمتلاك الموارد والمعادن اللازمة لتطوير الذكاء الإصطناعي، في ظل منافسة حادة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية. وأكد أن امتلاك تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح قوة إستراتيجية لا تقل عن امتلاك القنبلة النووية، نظرًا لقدرتها على إعادة تشكيل الإقتصاد والمعرفة والمجتمع.

وتطرقت المحاضرة أيضًا إلى مستقبل العمل في ظل هيمنة الأنظمة الذكية، متوقعًا أن تشهد السنوات القادمة انخفاضًا في الحاجة إلى المبرمجين التقليديين مع تصاعد دور الأنظمة القادرة على كتابة الأكواد ذاتيًا، ما سيخلق منافسة حقيقية بين الإنسان والآلة. 

وأشار إلى أهمية الدور الذي يقوم به المجلس الوطني للذكاء الإصطناعي والذي يتولى وضع إستراتيجيات واضحة لتنظيم إستخدام هذه التقنية وضمان توظيفها بما يخدم أهداف التنمية الوطنية.

وأختتم الدكتور حامد سعيد محاضرته بالتأكيد على أن الذكاء الإصطناعي أصبح مستشارًا شخصيًا وباحثًا مساعدًا وصديقًا معرفيًا لكل من يحسن توجيهه، موصيًا بضرورة تعزيز ثقافة التعلم المستمر في هذا المجال، وإدماج مفاهيم هندسة التوجيهات في المناهج البحثية والأكاديمية، مع الإستفادة من الأدوات الحديثة في تطوير أساليب التحليل وصنع القرار.

وأكد الدكتور أحمد عبد العزيز مدير المعهد أن تنظيم هذه المحاضرة يأتي في إطار رؤية معهد تيودور بلهارس للأبحاث نحو دعم الإبتكار وتعزيز القدرات البحثية في التعامل مع التقنيات الحديثة، مشيرًا إلى أن الذكاء الإصطناعي لم يعد ترفًا علميًا بل ضرورة إستراتيجية تمس مختلف مجالات الحياة. وأوضح أن العالم يشهد سباقًا غير مسبوق في هذا المجال، وأن من لا يتأقلم مع هذه التكنولوجيا سيتخلف عن ركب التطور.

وأضاف أن المعهد يسعى دائمًا إلى تمكين الباحثين من أدوات المستقبل وتوظيف الذكاء الإصطناعي في خدمة الأبحاث الطبية والعلمية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وشهدت المحاضرة تفاعلًا واسعًا من الحضور الذين أشادوا بعمق الطرح العلمي وغزارة المعلومات، مؤكدين أن هذه اللقاءات تعكس الدور الريادي الذي يقوم به معهد تيودور بلهارس للأبحاث في نشر المعرفة، ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وتوظيف الذكاء الإصطناعي كقوة داعمة للبحث العلمي وخدمة الإنسان.