بين السطور
دائما ما أبدأ حديثى عن معشوقتى ووطنى الغالى ومقامه العالى مصر. بجملة اكررها ان معشوقتى مصر جاءت ثم جاء التاريخ، فالعظمة التى عليها مصر وحضاراتها ليست فى التماثيل آو الاثار فحسب وانما فى عظمة الاحساس اننا من نسل اجداد صنعت العلوم والطب والفنون والحضارات وهى التى انشأت أول جيش نظامى بها والتى عجز العالم عن استيعاب حضاراتها، وعجزوا حتى عن تقليدها بل يقفون مشدوهين امام عظمة هذه الحضارة عندما يشاهدونها، وهى الحضارة التى كانت تدعو دائما للتوحيد والتى تمتد جذورها الى ما قبل التاريخ والتى نقشت وحفرت اسرارها على جدران المقابر والمعابد والمسلات والاحجار والتى على رأسها حجر رشيد هذا اللوح الحجرى الضخم والذى يشهد على عظمة اجدادنا صانعى الحضارة المصرية العظيمة حيث يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد، وكان اكتشافه فى مصر عام 1799 وكان بمثابة مفتاح لفك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة. حتى تبين ان عمر هذا الحجر نقش قبل ان تولد دول كثيرة، وعلى الرغم من اننى زرت معظم متاحف مصر والاقصر واسوان وأبوسمبل بشكل متكرر وكنت أشعر فى كل مرة بحب غير عادى وأقف كالتلميذة امام هذه الحضارة المصرية واقدم دولة عرفها التاريخ واقول لنفسى فى ما يشبه بحديث النفس هأنذى المصرية التى يزداد حبها وفخرها يوما بعد يوم لهؤلاء الاجداد العباقرة، صناع التاريخ وGeosciences. حتى جاء الاحتفال العظيم الذى شارك فيه العالم اجمع إلا نفراً قليلا بعدد أصابع اليد الواحدة. وظللنا نحتفل على مدى ايام فى كل مكان وبالكلمة والتعليق على جميع منصات السوشيال ميديا ووسائل الاعلام المحلية والعالمية لنتناول افتتاح المتحف الكبير فى لحظة خالدة سجلها العالم من شرقه الى غربه وشماله وجنوبه لتقول ام الدنيا مصر ان التاريخ جاء من اجلى وهو من صنعه اجدادنا ان هذا الافتتاح جاء لتكريم تاريخ هذا الوطن العظيم الذى يضم فى كل شبر وبين جنباته حضارات لما قبل التاريخ فكل قطعة اثرية فى مصرنا تنطق بحقبة تاريخية معينة فالإنسان المصرى شيد اعظم واعرق حضارات الارض وحافظ على بلده وشعبه لآلاف السنين ان المتحف المصرى الكبير ليس اثارا او ذهبا او غير ذلك لكن كل قطعى فيه لها تاريخ وتمثل حضارة هى الاعمق لقد انبهر الحضور من ملوك العالم وغيرهم عند عرض مقتنيات الملك توت عنخ امون كاملة منذ ان اغلق باب المقبرة لاول مرة لكننى هذه المرة عندما كانت الكاميرا تدور فى ارجاء المتحف كنت اشعر باإحساس ممزوج ما بين الفخر والتيه بتاريخ اجدادنا ففى كل كدر كان يأخذنى فى اعماق التاريخ فقد كانت تدور وتجوب أثناء افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لاكبر صرح حضارى ثقافى تاريخى واكبر متحف عالمى فى العالم كنت اشعر بقشعريرة نصر ونجاح من نوع آخر ممزوجة بفخر كبير لما صنعه الاجداد ونهل العالم من حضارته المصرية لقد جاءت مصر اقدم شعوب العالم ثم جاء التاريخ لقد عزفت مصر فى الافتتاح لحنا واحدا لكل قارات العالم التى شاهدت فخامة مصر. ورأى العالم هذا الارث العظيم من فكر وحضارات وحكمة وتعليم لكل انواع العلوم والفنون بجانب الذهب وحضارة منذ اكثر من 7 ألاف سنة كانت معظم الدول لم تكن قد ولدت بعد. ان هذا المتحف العالم الذى اقامته الدولة المصرية جاء لترسيخ الحضارات المصرية الاعرق والاقدم بدون اى مزايدات لحظات افتتاحه مرت امام العالم ليرى عبقرية وعظمة الاجداد وقدرتهم على تخليدهم أنفسهم من صناعة تماثيل ومقابر نقش على جدرانها حياة الاسر المالكة لكل فترة زمنية وما حققوه من انتصارات واختراعات فى جميع العلوم والفنون التى اخذ منها العالم تقدمهم فى كل المجالات كما استطاع وابتكر وبرع المصرى القديم فى علم التحنيط وعجز عن تقليده علماء كبريات الدول رغم ما يرسلوه من بعثات وخلافه الى مصر سواء للبحث او للدراسة التى نهل العالم منها وصنع منها تقدمه ويعيشون عليها الآن لقد جاء العالم اجمع الى احضان مصر لحضور افتتاح هذا الصرح على أرض مصر أقدم دولة عرفها التاريخ هنا مثلما قال الرئيس السيسى فى كلمته الافتتاحية. وقال حيث خطت الحضارة أول حروفها وشهدت الدنيا، ميلاد الفن الفكر والكتابة والعقيدة. لقد ألهمت مصر القديمة، شعوب الأرض قاطبة ومن ضفاف النيل، انطلقت أنوار الحكمة لتضىء طريق الحضارة والتقدم الإنسانى معلنة أن صروح الحضارة، تبنى فى أوقات السلام وتنتشر بروح التعاون بين الشعوب حفظ الله الوطن وللحديث بقية.