رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حملة استعادة الآثار تتواصل.. المتحف الكبير يستعد لعرض رأس تمثال مهم

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

أعلنت الحكومة الهولندية رسميًا إعادة رأس تمثال فرعوني نادر إلى مصر، بعد خروجه بطرق غير قانونية إبان أحداث الربيع العربي، وظهوره لاحقًا داخل معرض فني بهولندا عام 2022. وتأتي هذه الخطوة في سياق اعتراف واضح بقيمة التراث المصري وأحقية مصر في استرداد آثارها.

القطعة تعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث، أحد أبرز ملوك الدولة الحديثة، والمعروف بمهاراته العسكرية والسياسية التي جعلت منه «نابليون مصر». التمثال يمثل رأس مسؤول رفيع في البلاط الملكي منذ ما يقرب من 3500 عام، خلال مرحلة ازدهار وقوة الدولة المصرية.

 احترام التراث الإنساني

وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف إن التاجر الذي كان بحوزته التمثال سلّمه طواعية بعد التحقق من مصدره الأصلي، مؤكدًا أن إعادة القطعة تأتي كـ«تعبير عن احترام التراث الإنساني»، موضحًا أن بلاده لن تتقاضى أي مقابل مالي على الإعادة.

ومن المقرر عرض التمثال داخل المتحف المصري الكبير، الذي يضم مجموعة واسعة من الآثار المصرية الممتدة عبر آلاف السنين، ويعد أكبر متحف أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم.

تندرج هذه الخطوة ضمن سلسلة جهود دبلوماسية وقانونية تبذلها مصر لاستعادة آثارها التي خرجت بطرق غير مشروعة، خاصة خلال فترات الاضطرابات السياسية. وتشمل هذه الجهود أيضًا المطالبة بعودة قطع بارزة مثل حجر رشيد ورأس الملكة نفرتيتي، وتعمل المؤسسات المصرية المعنية بالتعاون مع المنظمات الدولية والمتاحف الكبرى لتوثيق مصادر القطع وملاحقة مسارات تهريبها، باعتبار أن تهريب الآثار جريمة بحق التاريخ والهوية.

بعد عودتها.. القطع الأثرية تستعيد ذاكرتها ومكانها الطبيعي

استعادة الآثار المصرية ليست مجرد استعادة لممتلكات ثقافية، بل هي استعادة لذاكرة وهوية تشكلت عبر حضارة أثرت في تطور المعرفة الإنسانية.
إعادة القطع إلى موطنها تعزز من مكانة المتاحف المصرية كمراكز جذب ثقافي وعلمي، وتؤكد احترام المجتمع الدولي لحق الشعوب في الحفاظ على إرثها التاريخي.

قال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، إن افتتاح المتحف المصري الكبير مثّل تحولًا جوهريًا في ملف استعادة الآثار، ودحض الادعاءات التي كانت تُستخدم لتبرير احتجاز بعض القطع في الخارج بحجة عدم توفر بيئة حفظ مناسبة في مصر.

وأشار حواس إلى أن عودة رأس تمثال تحتمس الثالث تمثل خطوة طبيعية لجمع أجزاء التمثال في موطنه الأصلي، مؤكدًا استمرار الجهود لاستعادة رأس الملكة نفرتيتي عبر حملة شعبية وصلت حتى الآن إلى نحو 75 ألف توقيع.

واختتم حواس بأن استرداد الآثار هو استرداد لتاريخ مصر وهويتها الحضارية، ورسالة تؤكد أن الذاكرة التاريخية للشعوب لا تُباع ولا تُفرّط.