رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

البلينا على قلب رجل واحد.. «رمز النخلة» يوحد الأهالى خلف وفقى المدنى

وفقى المدنى
وفقى المدنى


وسط أجواء انتخابية مشتعلة بحماس غير مسبوق، تحولت البلينا هذه المرة إلى شكل غير مألوف، الشارع نفسه بيتكلم فى السياسة، بعدما التفت جموع الأهالى حول المرشح وفقى المدنى، مرشح حزب الوفد عن الدائرة السابعة (مقرها مركز شرطة البلينا)، والذى يخوض السباق البرلمانى لانتخابات مجلس النواب 2025 – 2030، حاملا رمز النخلة رقم (7)
وفقى المدني -كما يعرفه أهل البلينا- ليس وجها جديدا على الحياة النيابية، فقد خاض من قبل انتخابات مجلس الشورى ممثلا عن مركز البلينا ودار السلام، ثم ترشح لمجلس النواب فى دورته السابقة، وكان قاب قوسين أو أدنى من الإعادة.
ورغم ذلك، لم يختف عن المشهد، بل ظل حاضرا فى تفاصيل الحياة اليومية لأبناء المركز؛ فى الأفراح، فى الأزمات، وفى المشكلات الصغيرة التى لا تراها الكاميرات ولا تكتبها البيانات الرسمية.
هو نموذج «ابن البلد» كما يراه الناس؛ بسيط فى مظهره، واضح فى حديثه، يجلس مع الكبار والصغار دون تكلف، ويترك أثرا طيبا أينما ذهب، ويقول محمد أحمد المحامى، أحد شباب الحرجة قبلى: «هو مش بس نائب.. ده أخونا الكبير، أول ما تحصل مشكلة بين عيلتين، أول واحد بنلجأ له هو المدنى».
لقاء الوفاء.. حين تجتمع البلينا
اللقاء الجماهيرى الأخير الذى عقد بنادى الشباب والرياضة بجوار مجمع المدارس بالحرجة قبلى، كان تجسيدا حيا لتلك العلاقة المتبادلة.
التقينا عددا من الشباب عند مدخل النادى، يحملون الأعلام ويهتفون بحماس، بعضهم قال لنا إنهم قطعوا أكثر من عشرة كيلومترات سيرا على الأقدام للمشاركة فى المؤتمر، فمنذ الصباح، توافدت الحشود من القرى والنجوع المجاورة، أعلام مصر ترتفع فوق الرؤوس، واللافتات تملأ المكان بشعارات وطنية، بينما يتردد الهتاف، «نعم لابن البلينا.. نعم لرمز النخلة».
بدا المؤتمر أقرب إلى تجمع شعبى واسع، حمل طابعا اجتماعيا أكثر منه انتخابيا، وقد أكد محمود حسين، شاب، وهو يرفع علم مصر، «احنا مش جايين علشان هتاف، احنا جايين علشان نسمع ونفهم»، جملة بسيطة لكنها لخصت روح اليوم، حيث تداخلت مشاعر الانتماء بالمناقشات الجادة حول مستقبل المركز وخدماته.
لم يكن الأمر مجرد حماس جماهيرى، بل نقاش مفتوح بين المواطن ومرشحه، وفى كلمته، قال المدنى بصوت واثق: «ما فعلتموه فاق الخيال.. أنتم من تصنعون هذا المشهد، وأنا واحد منكم، أعدكم أن أكون خادما لكل بيت فى مركز البلينا، مؤيدا أو معارضا، فالمنافسة شريفة والمصلحة واحدة».
تلك الكلمات، البسيطة والعميقة، أشعلت التصفيق وأعادت إلى الأذهان معنى السياسة النظيفة التى تقوم على الوفاء قبل الدعاية.
مشهد سياسى متغير فى سوهاج
يشير متابعون للمشهد السياسى فى سوهاج إلى أن الدائرة السابعة تشهد تغيرا ملحوظا فى المزاج الانتخابى خلال الأعوام الأخيرة، مع تزايد وعى الناخبين بضرورة اختيار مرشحين ذوى خبرة حقيقية فى العمل العام.
ويرجع البعض التفاف الأهالى حول المدنى إلى مزيج من الحضور الشعبى والخبرة النيابية التى راكمها خلال سنوات عمله العام، واللافت فى هذه الانتخابات أن الحديث لم يعد يدور حول الوعود، بل حول القدرة على التنفيذ.
أحد الشيوخ قال لنا أثناء لقاء فى قرية العرابة، «احنا، تعبنا من الكلام، عايزين اللى يسمعنا مش اللى يتصور معانا»، وبينما كان يتحدث، التف حوله مجموعة من الشباب يتبادلون الرأى حول فرص المرشحين، وكان واضحا أن الوجوه الشابة هى الأكثر حماسا هذه المرة، فمجرد مرورك فى أحد شوارع المركز يكفى لتفهم القصة، كل بيت عنده حكاية مع الرجل.
تغير المزاج العام فى البلينا؛ لم تعد المسألة «خدمة مقابل صوت»، بل قناعة بضرورة اختيار نائب يسمع ويفهم، يقول الدكتور محمد على جاد الكريم، أحد أبناء الحرجة قبلى، «وفقى المدنى مش مجرد مرشح.. ده حالة من الوعى السياسى، لأنه علم الناس يعنى إيه نائب قريب من المواطن».
دعم من كل القرى
من الحرجة إلى نجع المطاوعة، ومن العرابة إلى نجع أبوشافع، تتكرر المشاهد ذاتها، مؤتمرات تقام على نفقة الأهالى، واستقبالات حاشدة تفيض بالمحبة.
رجال وسيدات، شباب وشيوخ، كلهم يتحدثون عن رجل لم يغلق هاتفه يوما، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم بلا تكلف، وفى كل قرية تحكى القصة نفسها بلهجة مختلفة، لكن بمضمون واحد، «وفقى المدنى ما بيتأخرش عن حد».
وفى أحد البيوت البسيطة بقرية العرابة، استقبلتنا سيدة مسنة بابتسامة تدعى أم محمد وقالت: «هو بيخاف ربنا، وما بيتأخرش عن حد»، ثم أشارت إلى صورته المعلقة على الحائط كأنها تتحدث عن ابنها.
برنامج واقعى.. وأمل جديد
يتحدث المدنى دائما عن برنامج واقعى يبدأ من أول يوم فى البرلمان، تطوير البنية التحتية، التعليم، الصحة، والطرق، وتحسين خدمات القرى التى تمثل العمود الفقرى لسوهاج.
كما يولى اهتماما خاصا بقضايا الشباب والمرأة الريفية، مؤكدا أن التنمية لا تتحقق إلا بتمكين الناس، «أنا لا أعدكم بما لا أملك، لكن أعدكم بالعمل الجاد، مجلس النواب القادم لازم يكون صوت المواطن الحقيقى، لا مجرد مقعد سياسى».
منافسة شريفة.. وأخلاق وفدية
رغم الزخم الشعبى الكبير، يصر المدنى على أن الانتخابات ليست معركة بل تنافس نبيل، ويشير قائلا «أرجو ألا يؤذى أحد منكم أحدا، نحن أبناء مركز واحد، نختلف فى الاختيار ونتفق على حب البلينا، المنافسة لا تفسد الود»، وهذا الخطاب يعكس روح حزب الوفد الأصيلة؛ مدرسة السياسة الأخلاقية التى تؤمن بالديمقراطية واحترام الرأى الآخر.
رمز النخلة.. من رقم إلى حالة
لم يعد «رمز النخلة» مجرد رقم انتخابى (7)، بل تحول إلى رمز شعبى يتناقله الناس فى أحاديثهم اليومية، النخلة -فى وجدان المصريين- ترمز إلى الثبات والعطاء، وهى الصفات نفسها التى يرونها فى المرشح، حتى صار اسمه حاضرا فى كل بيت من بيوت البلينا.
لم يكن طريق وفقى المدنى مفروشا بالورود، عرف الخسارة كما عرف النجاح، لكنه ظل ثابتا على مبادئه، مؤمنا بأن السياسة ليست موسما انتخابيا، بل خدمة متواصلة بلا انقطاع، من هنا جاءت فرادته؛ مرشح لا يسعى إلى الناس، بل الناس هى التى تسعى إليه.
ومع اقتراب موعد التصويت، يبدو أن البلينا تكتب تجربتها الخاصة فى التفاعل السياسى، حيث يسبق الوعى صناديق الاقتراع، ويعلو صوت المشاركة على حساب الانقسام.