رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الشيخ إيهاب يونس : حضارتنا والترنيم والإنشاد طموح إلى الله

الشيخ إيهاب يونس
الشيخ إيهاب يونس


حين تقول الموسيقى ما لا تقوله الكلمات، وما تقرره من فلسفة وأيدلوجية وحقائق قد لا تتوفر للحروف لسبب أو لآخر أن تقول ما تبوح به النغمات، وكان هذا سبباً من أحد أسباب ظهور الموسيقى فى مصر القديمة، الأمر عاد فى احتفالية المتحف المصرى الكبير، 

فلقد أراد أن يقول لنا الموسيقار هشام نزيه - أو كهذا فهمته، أن الموسيقى القديمة هى الأصل التى من روافدها نشأت الترانيم وتبلور الابتهال، ولعل جميع من استمع إلى الاحتفال أدرك هذا، إن لم يدرسه بصورة واضحة فى الشعور، فقد تجسد فى اللاشعور، وهكذا تكون رسالة الفن جامعة بين الشعور واللاشعور، فأتقن هشام نزي تصوير ذلك، وقد جاء الترنيم معبراً عن سمات الديانة المسيحية التى جاء بها رسول الله عيسى عليه السلام، وجاء الابتهال الذى شدا به المبتهل إيهاب يونس معبراً عن أن منية الإنسان فى هذا الكون هى «الله»، تقول «يا منية المتمنى .. أتيتنى منك حتى ظننت أنك أنى.. وإن تمنيت شيئا فأنت كل التمنى» وهذه فكرة صوفية فى الفكر الإسلامى أو فى واحد من روافده، أن تجعل الإنسان يذوب فى حب الله حتى يتحقق له أن قدرة الله متحققة فى هذا العبد، ليشعرك هشام نزيه بأن الموسيقى المصرية القديمة بمثابة أب ومعه ابناه مرغم ومنشد، وقد استمعت بفخار للشيخ إيهاب يونس الذى أعرفه معرفة فنية، فقد شدا لى قصيدتى «أهل الهوي» و«مرات على مره» وكان مجيداً لأدائه فى تسجيل الاستديو، وقد استطاع فى الحفل بالمتحف المصرى أن يصل بالرسالة التى أرادها هشام نزيه إلى أقصى الدرجات المتاحة وسط مهابة التاريخ، ومهابة الحضور، وهذا الاحتفال يذكرنا برائعة «الكرنك» التى غناها الموسيقار العظيم محمد عبدالوهاب من ألحانه وكلمات الشاعر أحمد فتحى.. وكان تسجيلها و«بروفاتها» فى مدينة الأقصر، بمعبد «الكرنك» ليستشعر التاريخ وهو يغنيه، فتتحقق المصداقية الفنية لأعلى درجة وهكذا أيضاً جاء حفل الافتتاح، فقد شعرنا جميعاً بجلالة التاريخ متجلية على كل من شارك فى الافتتاح، ولعل هذا كما جاء فى الكلمات الملقاة بالحفل أن الغد سيتواصل مع احتفالات فنية قادمة تليق بمواصلة الماضى بالحاضر، والحاضر بالماضى، تتجلى فيها الجودة والجمال كى تبقى من اليوم للأجيال القادمة، كما أبقى لنا أجدادنا الخالدون.