يوتيوب يرفع جودة الفيديوهات على التلفزيون بالذكاء الاصطناعي
أعلن يوتيوب عن مجموعة من التحديثات الذكية التي تستهدف تحسين جودة الفيديو والصوت على تطبيقاته الخاصة بالتلفزيون، اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التحديث الأبرز هو إطلاق ميزة جديدة تُعرف باسم "الدقة الفائقة" (Enhanced Definition)، والتي تعمل على رفع جودة الفيديوهات تلقائيًا حتى وإن كانت قد حُمّلت بدقة منخفضة.
في المرحلة الأولى، ستركز الميزة على تحسين المقاطع الأقل من 1080 بكسل لتبدو بدقة Full HD، على أن يتم لاحقًا دعم جودة 4K لتقديم صورة أكثر وضوحًا وواقعية.
وحرصت المنصة على التأكيد أنها ستحتفظ بالملفات الأصلية ودقة الفيديو كما هي، ما يمنح منشئي المحتوى حرية التحكم الكامل في جودة مقاطعهم.
كما يمكنهم إيقاف تشغيل ميزة الدقة الفائقة إذا رغبوا في ذلك، إلى جانب إمكانية تعطيل التحسينات التلقائية للصوت.
إلى جانب التحسينات البصرية، يعمل يوتيوب أيضًا مع مجموعة محدودة من صناع المحتوى على اختبار تحميلات فيديو أكبر حجمًا، لتمكين عرض مشاهد أكثر دقة وتفاصيل أعلى على الشاشات الكبيرة.
ولم تتوقف التحسينات عند هذا الحد، إذ أعلنت المنصة كذلك عن رفع الحد الأقصى لحجم الصور المصغرة (Thumbnail) من 2 ميجابايت إلى 50 ميجابايت، لتسمح لمنشئي المحتوى باستخدام صور أكثر وضوحًا وجاذبية، وهو ما يُتوقع أن يُحدث فرقًا واضحًا في واجهة العرض على أجهزة التلفزيون.
أما بالنسبة للمشاهدين، فيبدو أن يوتيوب قرر استلهام بعض الأفكار من منصة نتفليكس، عبر تقديم ميزة المعاينات التلقائية الذكية للمحتوى على الصفحة الرئيسية لتطبيق التلفزيون.
فبدلًا من الصور الثابتة، سيتمكن المستخدمون من مشاهدة معاينات قصيرة لمقاطع الفيديو والقنوات أثناء التصفح، في تجربة أقرب إلى استعراض تفاعلي يعزز من اكتشاف المحتوى وتفاعل الجمهور.
وقال كورت ويلمز، المدير الأول لإدارة المنتجات في يوتيوب على التلفزيون، في منشور رسمي: "نسعى لجعل تجربة المشاهدة على التلفزيون أكثر انسيابية وثراءً. سيصبح من السهل على المشاهدين اكتشاف القنوات التي يحبونها من خلال معاينات مرئية غنية تعرض لهم لمحة عن المحتوى قبل تشغيله."
كما أضافت الشركة ميزة البحث السياقي (Contextual Search) إلى تطبيقاتها على التلفزيون، بحيث تُظهر نتائج البحث مقاطع الفيديو من القناة ذاتها أولاً عند البحث من صفحة منشئ المحتوى، ما يجعل التجربة أكثر تنظيمًا ودقة.
ويأتي هذا التوجه في وقت تشير فيه الإحصاءات إلى أن نسبة المشاهدة على التلفزيونات تجاوزت المشاهدة عبر الهواتف المحمولة في العديد من الأسواق، وهو ما دفع يوتيوب إلى إعادة التفكير في تصميم واجهة الاستخدام وتطوير جودة الصورة والصوت بما يتناسب مع الشاشات الكبيرة.
ومع هذه الخطوات، يبدو أن يوتيوب يواصل مساعيه للبقاء في صدارة منصات بث الفيديو عالميًا، عبر الجمع بين ذكاء الخوارزميات وسهولة الاستخدام، لتقديم تجربة مشاهدة أقرب إلى القنوات التلفزيونية التقليدية ولكن بمزايا العصر الرقمي.