5 خطوات لعلاج الكسل في العبادة
وضحت دار الإفتاء المصرية علاج ظاهرة الكسل في العبادة، مؤكدة أن الطريق إلى النشاط في الطاعة يبدأ من تقوى الله تعالى، والابتعاد عن الذنوب، ومجاهدة النفس على الإقبال على الطاعات دون تسويف أو تأخير.
الكسل في العبادة
قالت الإفتاء أن الكسل في العبادة ليس عجزًا جسديًا بقدر ما هو تقصير نابع من ضعف الروح أمام وساوس النفس والشيطان، مشيرة إلى أن العلاج يكمن في مجاهدة النفس، والمداومة على الطاعات مهما كانت قليلة، لأن "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ".
التسويف طريق الشيطان.. والبدء اليوم هو الحل
وحذرت دار الإفتاء من عادة تأجيل الطاعات والتسويف، معتبرة إياها من أخطر أسباب الفتور في العبادة، مؤكدة أن الشيطان يوسوس للإنسان دائمًا بفكرة "غدًا أبدأ"، حتى يطول التأخير ويضعف الإيمان.
وجاء في نص الفتوى:"عليك بعدم التسويف والتأخير وعدم انتظار الغد لفعل ما تريده من خير؛ فالتسويف من عمل الشيطان، فإذا أردت إصلاح هذا الأمر فلتكن البداية من يومك هذا دون تأخير".
وأكدت الإفتاء أن المؤمن الصادق لا ينتظر لحظة مثالية للعبادة، بل يبدأ من يومه بما يستطيع، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:«احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز» (رواه مسلم).
دعاء نبوي لعلاج الكسل واستمداد القوة من الله
ودعت دار الإفتاء إلى الالتزام بالدعاء النبوي الشريف الذي كان النبي ﷺ يردده طلبًا للعون من الله على النشاط في الطاعة، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يقول:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ» (أخرجه البخاري في صحيحه).
وأوضحت الإفتاء أن هذا الدعاء يجمع بين الاستعاذة من صفات الضعف البدني والمعنوي، ويُعلّم المسلم أن القوة في العبادة لا تُنال إلا بطلبها من الله تعالى والتوكل عليه.
خطوات عملية للتغلب على الكسل في العبادة
من خلال توجيهات الفتوى، يمكن تلخيص الوسائل التي تساعد المسلم على علاج الكسل في العبادة فيما يلي:
المداومة على التقوى وترك الذنوب، لأنها تُنير القلب وتقوي الإرادة.
البدء الفوري بالطاعة وعدم تأجيلها، فكل تأخير هو باب للشيطان.
الاستعانة بالدعاء النبوي المأثور عن النبي ﷺ لطلب النشاط والهمة.
تحديد ورد يومي من العبادة ولو يسيرًا، ليعتاد القلب على الطاعة تدريجيًا.
الصحبة الصالحة التي تُعين على العبادة وتذكّر بالله.
الإفتاء: النشاط في العبادة علامة حياة القلب
وختمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الكسل في العبادة ليس قدرًا محتومًا، بل يمكن تجاوزه بالإصرار والمجاهدة الصادقة، قائلة:"من صدق مع الله في طلب الطاعة أعانه الله عليها، وشرح صدره لها، ويسّر له سبيلها؛ لأن الله وعد المتقين بالتيسير في كل أمر".
وأضافت أن النشاط في العبادة نعمة عظيمة وعلامة على صفاء القلب وحياة الروح، أما الغفلة والكسل فهما من دلائل ضعف الصلة بالله، داعيةً إلى الإكثار من الاستغفار وطلب المعونة من الله تعالى في كل وقت.