دار الإفتاء: الإنفاق على الفقراء والمحتاجين أفضل من عمرة التطوع
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإنفاق على الفقراء والمحتاجين أولى وأفضل من أداء عمرة التطوع، موضحة أن الشريعة الإسلامية قامت على تحقيق مصالح العباد وتقديم الأهم فالأهم، وأن ميزان الفضل عند الله يقوم على ما فيه نفع أكبر للناس ورحمة أوسع للمجتمع.
هل الإنفاق على الفقراء والمحتاجين أفضل من عمرة التطوع؟
وأوضحت الدار عبر صفحتها الرسمية أن قواعد الشريعة وحكمة الله تعالى واضحة في توجيه العباد إلى فعل الخير على أساسٍ من الوعي والبصيرة، لا من مجرد العاطفة أو العادة، مشيرة إلى أن تقديم يد العون للمحتاجين وتفريج كرباتهم يعد من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله، خاصة في الأوقات التي يشتد فيها الضيق وتكثر فيها الحاجات.
وأضافت دار الإفتاء أن على المسلم أن يوازن بين النوافل، وأن يُقدِّم ما فيه نفع متعدٍ على ما يكون نفعه قاصرًا على صاحبه، فالإنفاق على المحتاجين يحقق التكافل الاجتماعي ويُدخل السرور على قلوب الفقراء، وهو ما حث عليه النبي ﷺ بقوله: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم".
وختمت دار الإفتاء بقولها إن العبادة ليست محصورة في الشعائر فقط، بل تشمل كل عملٍ يُراد به وجه الله وينفع به العباد، مؤكدة أن دعم الفقراء والمحتاجين هو من جوهر الدين وروحه، ومن مظاهر الوعي الحقيقي الذي تسعى الدار لترسيخه .
أدعية لزيادة الرزق وتفريج الكرب
ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية التي تُعد من أسباب زيادة الرزق وتيسير الحال، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن النبي ﷺ أنه كان يقول: "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمَّن سواك"، وهو دعاء جامع لطلب الرزق الحلال والغنى عن الناس.
كما ورد عن النبي ﷺ قوله في دعائه المشهور: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجُبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"، وهو من الأدعية التي تُفرّج الكروب وتفتح أبواب الرزق.
ومن الأدعية القرآنية العظيمة دعاء نبي الله موسى عليه السلام حين قال: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾، فاستجاب الله له وفتح له أبواب الخير والرزق والزواج.
كما يُستحب للمسلم أن يدعو قائلاً: "اللهم وسع لي في رزقي، وبارك لي فيما رزقتني، واصرف عني كل شر، واغنني بفضلك عن من سواك يا واسع الفضل يا كريم"، وهو دعاء جامع بين طلب البركة والوقاية من الشر.
وجاء في صحيح مسلم أن النبي ﷺ كان يقول: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"، وهو من الأدعية التي تجمع بين كمال الدين والدنيا، إذ إن الغنى المقصود فيه هو غنى النفس والرضا بما قسم الله.
وقد دلّ القرآن الكريم والسنة النبوية على أعمالٍ تجلب الرزق وتبارك فيه، منها الاستغفار، كما قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾. ومن أسباب الرزق أيضًا صلة الرحم، حيث قال ﷺ: "من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه"، إلى جانب الصدقة التي تزيد المال بركة، والتوكل الصادق على الله الذي يغني العبد عن غيره ويكفيه ما أهمّه.