قمة APEC في كوريا الجنوبية.. منصة لرهانات كبرى على التجارة والدبلوماسية والتكنولوجيا
تستعد مدينة جونجو الكورية الجنوبية لاستضافة قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) يومي 31 أكتوبر و1 نوفمبر 2025، بمشاركة قادة 21 اقتصاداً من أبرز الاقتصادات العالمية، لبحث قضايا التجارة والاستثمار والابتكار والتحول الرقمي، في ظل تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
عودة كوريا الجنوبية إلى واجهة أبيك بعد عقدين
تُعد هذه هي المرة الأولى منذ عام 2005 التي تستضيف فيها كوريا الجنوبية هذا الحدث الاقتصادي الأبرز في المنطقة، بعد اجتماع بوسان قبل عقدين. وتأتي القمة في وقت حرج يشهد تصعيداً جديداً بين واشنطن وبكين، ما يضفي على الحدث طابعاً سياسياً واقتصادياً بالغ الأهمية.
وتُعقد قبل القمة الرئيسية قمة الرؤساء التنفيذيين لـ"أبيك" في الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر، بمشاركة نحو 1700 من قادة الأعمال العالميين، من بينهم الرؤساء التنفيذيون لشركات كبرى مثل إنفيديا، أمازون ويب سيرفيسز، OpenAI، سيتي جروب، إلى جانب شخصيات اقتصادية دولية مثل مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا.
ترمب وشي.. لقاء مرتقب على هامش القمة
من المتوقع أن تشهد القمة أول لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، في محاولة لخفض التوترات وفتح باب محتمل لاتفاق تجاري جديد بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووفقاً لصحيفة ذا كوريا هيرالد، فإن الترقب يتركز على ما يمكن أن تسفر عنه "دبلوماسية ترمب-شي"، خاصة في ظل صفقات الذكاء الاصطناعي العملاقة والتنافس التكنولوجي المحتدم بين الجانبين، ما يجعل من قمة جونجو ساحة لإعادة تعريف موازين القوة الاقتصادية والتقنية في آسيا والمحيط الهادئ.
ما هو منتدى "أبيك"؟
تأسس منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) عام 1989 لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي والتعاون بين دول المنطقة، ويضم حالياً 21 دولة تمثل نحو 61% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وقرابة نصف حجم التجارة الدولية.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز النمو الشامل والمستدام من خلال التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي، الابتكار، والتكامل التجاري. وقد أقر المنتدى عام 2020 رؤية "بوتراجايا 2040" التي تسعى لبناء مجتمع منفتح وديناميكي ومزدهر في آسيا والمحيط الهادئ بحلول عام 2040.
أولويات قمة "أبيك" 2025
تركز قمة هذا العام على شعار: "بناء مستقبل مستدام: التواصل، الابتكار، الازدهار"، عبر ثلاثة محاور رئيسية:
التواصل: تعزيز الترابط المادي والمؤسسي بين الاقتصادات الأعضاء.
الابتكار: تضييق الفجوة الرقمية وتوسيع التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.
الازدهار: تحقيق نمو مستدام وشامل من خلال مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية العالمية.
استعدادات أمنية مشددة
تحولت مدينة جونجو الهادئة إلى منطقة أمنية مشددة استعداداً للحدث، إذ تم نشر أكثر من 18.5 ألف عنصر من الشرطة وخفر السواحل والجيش، إلى جانب مركبات مدرعة ومروحيات وأنظمة تشويش مضادة للطائرات المسيّرة. كما نُفذت تدريبات ميدانية واسعة النطاق، شملت عمليات تفتيش تحت الماء في بحيرة بومون والمناطق المحيطة بمقار الاجتماعات والفنادق.
منصة للتواصل الاقتصادي والتكنولوجي
تُعد قمة الرؤساء التنفيذيين الموازية لأعمال المنتدى فرصة نادرة لالتقاء صناع القرار السياسي وقادة الشركات العالمية، حيث سيجري بحث ملفات الذكاء الاصطناعي، والرقائق الإلكترونية، والتحول الرقمي، والتجارة، والطاقة، والعملات الرقمية.
ويرى مراقبون أن قمة جونجو 2025 قد تتحول إلى نقطة تحول في مسار العلاقات الاقتصادية الدولية، وفرصة لإعادة بناء الثقة بين الاقتصادات الكبرى في وقت تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية والتكنولوجية التي تواجه العالم.



