أسعار النفط ترتفع 2% بدعم من مخاوف الإمدادات وخطة واشنطن
ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي اليوم الأربعاء بنحو 2%، مدعومة بمخاوف تتعلق بالإمدادات نتيجة العقوبات، إضافة إلى آمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
كما تلقى السوق دعماً من الأنباء حول سعي واشنطن لشراء كميات من النفط لإعادة ملء احتياطياتها الاستراتيجية.
وبحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.24 دولار، أي بنسبة 2%، لتصل إلى 62.56 دولاراً للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.20 دولار أو 2.1% إلى 58.44 دولاراً للبرميل.
وكانت الأسعار قد تراجعت مطلع الأسبوع إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر، مع زيادة الإمدادات من بعض المنتجين وتأثير التوتر التجاري على الطلب العالمي، إلا أن المخاوف من نقص الإمدادات عادت للواجهة، خاصة مع تأجيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب الضغوط الغربية على المشترين في آسيا لتقليص وارداتهم من النفط الروسي.
وقال موكيش ساهديف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "إكس أناليستس" لاستشارات أسواق الطاقة، إن "رغم التوقعات السلبية بسبب وفرة المعروض وضعف الطلب، فإن احتمالات انقطاع الإمدادات في مناطق مضطربة مثل روسيا وفنزويلا وكولومبيا والشرق الأوسط تظل قائمة، وتمنع أسعار النفط من الانخفاض دون مستوى 60 دولاراً للبرميل".
من جانبه، أشار توني سيكامور، محلل الأسواق لدى "آي.جي أستراليا"، إلى أن الارتفاع الحالي مدفوع أيضاً بعمليات شراء لتغطية المراكز المكشوفة بعد موجة من عمليات البيع المكثف التي طالت العملات المشفرة، وأسهم البنوك الإقليمية، والذهب والفضة، مضيفاً أن "الأسواق تشهد حالياً خفضاً عاماً للمراكز، ما يدعم النفط مؤقتاً عبر تغطية المراكز المكشوفة".
كما يراقب المستثمرون تطورات التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، أحد كبار منتجي النفط، بعدما وصف خبراء بالأمم المتحدة الضربات الأميركية ضد سفن فنزويلية في المياه الدولية بأنها "تصعيد خطير" و"إعدامات خارج نطاق القضاء".
وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون نتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، إذ من المنتظر أن يلتقي مسؤولون من البلدين هذا الأسبوع في ماليزيا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال إنه يتوقع التوصل إلى "اتفاق عادل" مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية، لكنه عاد وأبدى شكوكاً حول إمكانية عقد الاجتماع.
وفي جانب البيانات، أظهرت أرقام معهد البترول الأميركي انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. كما أعلنت وزارة الطاقة الأميركية نيتها شراء مليون برميل من النفط الخام لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي، مستفيدة من تراجع الأسعار النسبي.
وأوضح محللون في "إيه.إن.زد للأبحاث" أن إعلان واشنطن خطتها لإعادة بناء الاحتياطيات الاستراتيجية ساهم في دعم أسعار الخام خلال تعاملات اليوم.